المشهد باختصار: مكانك راوح

ت + ت - الحجم الطبيعي

الذين ترقَّبوا نتائج اجتماعات جدة بين الرئيس سعد الحريري ووفد تيار وكتلة المستقبل، لم تأتِ سلَّتُهم خاوية، إذ أن هذه الإجتماعات أفضت إلى التوافق على النتائج التالية:

السير في طرح التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي. لا انعقاد لطاولة الحوار قبل تشكيل الحكومة.

التمسك بحكومة من غير الحزبيين.

التمسك بالرئيس المكلَّف تمام سلام لتشكيل الحكومة.

بالنسبة إلى التمديد لقائد الجيش فإن الرئيس سعد الحريري أجرى اتصالاً بالرئيس ميشال سليمان قبيل مغادرته إلى الخارج وأبلغه انه يسير وفق المخرج الذي يرتأيه للتمديد، كما ان الرئيس فؤاد السنيورة زار بعبدا لإطلاع الرئيس سليمان على هذه الموافقة.
كيف سيتم المخرج؟

تؤكد مصادر عليمة انه سيكون من خلال إرجاء تسريح رئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان لستة أشهر بدءاً من تاريخ الثامن من آب 2013، لأنه يُحال إلى التقاعد في العاشر منه، ولغاية الثامن من شباط 2014. كما يتم تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي، وتعليل ذلك أنه لضرورات استمرار المرفق العام وللمخاطر الناجمة عن الفراغ في رأس الهرم القيادي في الجيش، وذلك إلى حين تعيين قائد جيش جديد.

بهذا المخرج يكون قد طُوِي ملفٌ أثار الكثير من الجدل وكاد أن يُفجِّر التحالفات بين الحلفاء.
لكن السؤال:
هل سيمر المخرج من دون ضجيج سياسي؟
يبدو ان المعنيين احتاطوا لهذا الأمر، فإذا لم تعقد جلسة نيابية قبل آخر الشهر بسبب الخلافات المعروفة حول جدول الأعمال، لإقرار التمديد، فإن المرسوم جاهز للتوقيع من قبل رئيسي الجمهورية وحكومة تصريف الأعمال ووزير الدفاع، وهذا ما سيتم في أواخر هذا الشهر وقبل عيد الجيش في الأول من آب حيث سيتم الإحتفال بالعيد وقد تمَّ التمديد لقائد الجيش.

البند الثاني في توافق جدة هو العمل على تأليف الحكومة من غير الحزبيين، وهذا يعني ان مطلب مشاركة حزب الله في الحكومة غير مطروح.

النقطة الثالثة هي الترحيب بالتوجه نحو الحوار الوطني بعد تأليف الحكومة، وليس قبل التأليف، وذلك من أجل بحث بند واحد وهو سلاح حزب الله.

هل الأمور بهذه السهولة؟
في قضية التمديد لقائد الجيش فإن الأنظار موجهة إلى الرابية وحارة حريك، فالعماد ميشال عون يعارض التمديد فهل يجاريه حليفه حزب الله في هذه المعارضة؟

هناك مَن يوحي بأن جنرال الرابية قد يوافق على التمديد لجنرال اليرزة، بشرط أن يكون التمديد لثلاثة أشهر فقط، بمعنى ان يكون العماد قهوجي خارج اليرزة قبل ستة أشهر من الإستحقاق الرئاسي.

أما بالنسبة إلى مسألة تشكيل حكومة من غير حزبيين، فيبدو ان الأمور تزداد تعقيداً، فالعماد عون لا يشارك في حكومةٍ لا يتمثل فيها حزب الله، وتيار المستقبل يرفض مشاركة حزبيين في الحكومة، أي انه يرفض مشاركة حزب الله فيها، والنائب وليد جنبلاط يرفض المشاركة في حكومة أمر واقع. إذاً في ظل هذا المثلث من المعضلات كيف ستُبصِر الحكومة النور؟
الخلاصة:  مكانك راوح.
 

Email