كل ما يجري حركة في داخل... المراوحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ماذا يجري داخلياً؟ وهل من تبدُّلٍ في المشهد العام؟  الداعي إلى مثل هذه الأسئلة أن حركةً نوعية سُجِّلت في الفترة الأخيرة، واكبتها عدة مواقف، وقد اعتاد المراقبون في لبنان أن يتوقعوا خطوات جديدة بعد هذا النوع من التحركات أو بعد هذا النوع من المواقف.
السؤال هو:
ماذا عدا مما بدا حتى انقلب الوضع من دائرة المراوحة إلى الإنتقال إلى وضع المبادرة؟

كل المسألة في اجتماع السعودية: فما إنْ أقلعت الطائرة من مطار رفيق الحريري الدولي، مُقِلَّةً وفد تيار المستقبل للقاء الرئيس سعد الحريري، حتى بدأت الإجتهادات، كل هذه الأساليب هي من باب استكشاف المواقف أو حتى إستدراجها لمعرفة طبيعة الموقف الذي سيتخذه تيار المستقبل من التطورات المطروحة.
كيف ذلك؟

المتابع لِما يجري يلفت نظره ما أدلى به رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سأل:

لماذا لا يأتي الرئيس سعد الحريري إلى بيروت؟

وإذا ترشح إلى رئاسة الحكومة فإننا ندرس هذا الأمر.

يعرف الجميع ان هذا الترغيب الذي يُدلي به الرئيس بري ليس هو بيت القصيد فالمسألة ليست أن يترشَّح الرئيس سعد الحريري، إذ كيف يترشَّح فيما هناك رئيس مكلَّف؟

ألا يستدعي الأمر ان يعتذر أولاً الرئيس المكلَّف؟

تجد هذه التساؤلات مبرراً لها بعد ما تردد عن التباين بين المصيطبة وعين التينة، فالزيارة التي قام بها المعاون السياسي للرئيس بري الوزير علي حسن خليل للمصيطبة، لم تُعطِ الثمار التي يتمناها الرئيس بري الذي أكد ان حصة أمل وحزب الله هي خمسة وزراء عدا حصة التيار الوطني الحر، فيما الرئيس المكلف يطرح ان تكون حصة الثامن من آذار ثمانية وزراء عارضاً أربعة وزراء على أمل وحزب الله وأربعة على التيار الوطني الحر.

حيال هذا الواقع كيف ستتطوَّر الأمور؟

إعتذار الرئيس المكلَّف غير وارد في المدى المنظور، وعودة الرئيس الحريري إلى بيروت غير مطروحة في ظل عدم تغيُّر الظروف الأمنية.

إذاً، الطروحات غير ناضجة، وما يجري هو من قبيل ترجمة المراوحة.
 

Email