أيهـا «الإخـوان».. الا الجـيــش!

ت + ت - الحجم الطبيعي

   بدأت ملامح المخطط المشبوه الذي أعده التنظيم العالمي للاخوان المسلمين وصادق عليه في اجتماعه الاخير في تركيا، تتضح معالمه وتفاصيله والتي ترتكز على اثارة الفوضى والتحريض على العنف كوسيلة لتحقيق غاية التنظيم في اعادة الحكم الذي اضاعوه في مصر،ولعل مسيرة الجماعة التي نظمتها تحت عنوان «رفض حكم العسكر» وذلك بعد صلاة ظهر امس الجمعة حيث تحركت من امام مسجد حمزة بماركا باتجاه محكمة أمن الدولة، تأتي في هذا السياق غير المحمود سيما وان رفع الجماعة لهذا الشعار خطيئة وكبيرة من الكبائر الوطنية التي لايمكن الصمت عليها.


جاء الشعار المشبوه، مستلهما من شعار الجماعة في مصر وذلك في مقاربة غير موضوعية وفيها اندفاعة غير محسوبة من بعض اخوان الاردن في الاتجاه الخارجي والعمل على نقل الأزمات الى الداخل من خلال افتعال احداث الوطن بريء منها.
 

يحاول محترفو إثارة الزوابع في جماعة اخوان الاردن تسويد وجه الوطن والانتقاص بل النيل من قيام قيادته السياسية بالدور والواجب القومي والإسلامي والإقليمي المناط بها بحكم العوامل المختلفة وهي عديدة لارتباطها بمحيطها الأقرب، وبالتالي يمارس هؤلاء التحريض ضد مؤسسات الدولة واجهزتها وهم بذلك يتورطون بوعي أو بدونه في الترويج لأوضاع التنازع المفضية إلى الشتات وتكريسها على أرض الواقع بتبنيهم لأطروحات منفلتة وخارجة على كل المبادئ حيث توقعهم الظنون الآثمة وحالة التضخم السياسي التي تعتريهم في التصور الخائب بأن بامكانهم التحريض على مؤسسات الوطن من خلال التجاذبات السياسية وترف الحوار والمجادلة، متناسين ان هذه المؤسسات هي ثوابت وطنية مقدسة، وتكليف وطني نصدع له، لأن أمن الوطن واستقراره، خط أحمر، لن يسمح لأي عابث بالمساس بمرتكزاته، كما أن المصلحة الوطنية، مسألة لا مجال للتطاول عليها.


 تقفز جماعة الاخوان المسلمين برفعها شعار « يسقط حكم العسكر « عن حقيقة ان هذا الحمى العربي، يأبى إلا ان يكون وطن الشهادة والشهداء، منذ ان انبلج فجر مؤتة، وروى دماء شهدائها الابرياء الارض الطيبة، وعانقت أرواحهم جبال الشراة، الى الملك المؤسس الذي روى الاقصى بدمائه.. الى شهداء الجيش العربي المصطفوي.. الذين عانقت أرواحهم سهول جنين، واللطرون، وباب الواد، والاقصى، ولا تزال صيحاتهم تهيب بالأمة تحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من الرجس الصهيوني.


 إننا كأردنيين، نرفض أن تمس المؤسسة العسكرية الاردنية، بغير ما فيها من معاني الرجولة والإباء، وهي خط أحمر، ومن غير المسموح العبث بها، فهذه المؤسسات، يحرم الاقتراب من هامشها، خصوصاً حين تستعمل براثن الكذب والشر والاحتقان، للتطاول عليها، أو التقليل من شأنها: فقد قدمت للوطن والأمة، وما زالت، من أمن واستقرار، ودفاع عن ترابه الوطني والقومي، أضعاف ما قدمه من يهاجمونها زوراً وبهتانا.

ونؤكد بأنه من غير المقبول، الانتقاص من دور الجيش والأجهزة الأمنية، في الذود عن حمى الوطن وأمن المواطن، فكما يُطالب أن يكون الوطن للجميع، فيجب أن يكون الجميع للوطن. وأما أولئك الذين اعتصرتهم الأمراض النفسية، ممن اعتادوا على إيجاد الشمّاعات لأخطائهم السياسية، الشخصية منها والحزبية، ويغطون على عيوبهم بالصراخ في وجه الوطن، ويتخذون من سقف المصلحة العامة الفضفاضة، بديلاً لسقف الثوابت الوطنية، في لعبة سياسية غير نظيفة، لا تتورع عن إخضاع الوطن والشعب،لتجارة الشعارات السياسية، بحكم ما لديهم من سفسطائية في الحوار، بحثاً عن سلطة بأساليب مفضوحة، هؤلاء.. لا مجال لهم داخل الأسرة الأردنية الواحدة، بالمفهوم الذي تربينا عليه في مدرسة الهاشميين.


 ان سجل جيشنا العربي، سجل شرف.. ومقدس فلقد خاض معارك الامة في فلسطين، وحارب في الجولان وقدم الشهداء قوافل اثر قوافل، وكان انتصاره المجيد في الكرامة نقطة تحول في الصراع العربي - الاسرائيلي، اذ استطاع بهمة النشامى، وقائدهم المقدام، الحسين طيب الله ثراه، ان يسقط اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر، ويعيد للامة مجدها ويحرر ارادتها من الهزيمة، ويعيد اليها الثقة بأنها قادرة على الانتصار وتحقيق المجد، ورد الصاع صاعين للعدو.


ولم يقف الامر عند هذا الحد، فقد استطاع نشامى القوات المسلحة، وهم يساهمون في حفظ السلام في العديد من دول العالم في آسيا وافريقيا، واميركا اللاتينية، استطاعوا ان يثبتوا للعالم كله أنهم ابناء أمة عظيمة، وحضارة مجيدة، قائمة على مساعدة الآخرين، واغاثتهم، وتقديم المساعدات لهم وانقاذهم من الخطر المحقق.. لقد اثبتوا، انهم ابناء جيش يحترف الجندية، ويمتهن الشجاعة، مفطور على التضحية، ولسان حاله «المنية ولا الدنية»، فاكتسب احترام الدول التي عمل ويعمل فيها، والامم المتحدة، وجيوش العالم التي زاملت هؤلاء النشامى، الذين ما جبنوا يوماً، ولا ترددوا في اقتحام الخطر لانقاذ طفل او امرأة، فكانوا بحق وسام شرف على صدر الامة، وعلى صدر الوطن.


 ان الأردن، أثبت دائما، أنه أقوى من كل المؤامرات والفتن، التي يروج لها أصحاب الأجندات الخاصة والمصالح الضيقة، المتسلقون على أكتاف الوطن والاسلام والدعوة السمحة، لذا، من الواجب العمل بحزم وقوة، على اجتثاث بعض الفئات، وإغلاق الأبواب في وجوههم، وعدم الالتفات لكل ما يطلقونه، من أفكار تهدف في النهاية، لزعزعة الثقة في النفوس.


 يفترض في الجهات المعنية في الدولة عدم الصمت على تطاول هؤلاء على مؤسساتنا الوطنية وثوابتنا المقدسة ويفترض ان يتم اعمال سيادة القانون تجاه كل مثير للفتنة ومحرض عليها، فهل تغض الطرف عن تلك الممارسات الخارجة عن سياق القانون واطار حرية الرأي والتعبير وتركها تعبث بأمن الوطن والمواطنين أم تقوم بواجباتها باتخاذ الإجراءات القانونية والتدابير الحازمة بحق تلك الممارسات الغوغائية وردعها وزجرها عن المضي في أعمال التحريض؟!
 

 

Email