لماذا على اللبنانيين أن ينتظروا إنتهاء حروب الآخرين؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينظر اللبناني من حوله فيجد حرباً في سوريا ومؤشرات حرب في مصر، صراعاً في تركيا، وانتقالاً للسلطة في قطر، انتخابات في إيران.
يسأل نفسه:
وماذا عندنا؟
فيأتيه الجواب من دون طول تفكير:
لا شيء سوى المراوحة والمزيد من الإلهاءات.
يجلس اللبناني على رصيف الإنتظار لأن هناك مَن همس في أذنه:
لا حل لأزمتكم إلا بإيجاد حلول لأزمات المنطقة. يسأل اللبناني نفسه:
يعني أن علينا أن ننتظر إنتهاء القضية الفلسطينية والحرب السورية والصراعات المصرية وربما التركية أيضاً؟

إنها سياسة المراوحة القاتلة، فإلى متى الإنتظار؟
يستحيل إنتظار حل القضية الفلسطينية، وبالمقياس ذاته لماذا إنتظار إنتهاء الحرب السورية، وهل يُعقَل أن ننتظر أيضاً إنتهاء الصراعات المصرية وكذلك التركية؟
لماذا لا نبادر؟
لماذا لا نقول إن إحدى هذه الدول لم تنتظرنا ولم تنتظر إنتهاء حربنا حتى تعالج مشاكلها فلماذا ننتظرها نحن؟

حين تُطلَق رصاصةٌ واحدة في الخارج، أو ينزل مواطن واحد إلى الشارع في الخارج، يقف اللبنانيون متفرِّجين وكأن ستارة المسرح قد فُتِحَت ولا دور لهم سوى أن يلعبوا أدوار المتفرِّجين! يتركون ملفاتهم وهمومهم وهواجسهم ومشاكلهم وأزماتهم ليتابعوا ما يجري في الخارج فيما لا أحد في الخارج يتابع مشاكلهم.

لماذا لا يتم التلفت إلى الداخل، فمشاكلنا تكاد لا تُحصى:
متى تشكيل الحكومة؟
أين التعيينات؟
أين معالجة قضية الكهرباء؟

ماذا عن السلاح الفلسطيني سواء داخل المخيمات أو خارجها؟
ماذا عن أزمة النازحين السوريين إلى لبنان والذين سيزدادون عدداً طالما أن الأزمة السورية طويلة؟
كيف سيتحمَّل لبنان هذه الأعداد الهائلة؟
ما هي خطة الحكومة لمعالجة هذا التحدي الهائل؟
وأين المنظمات الدولية لمساعدة لبنان؟

هذا ليس كل شيء.
ماذا عن المشاريع العالقة في مجلس النواب بسبب تعثر فتح الدورة الإستثنائية؟
كيف سيتم التعويض عن إنهيار موسم السياحة؟
كيف ستواجه القطاعات المنتجة الإنحسار في الأسواق عموماً؟
هل سنبقى جالسين على قارعة الإنتظار؟
وإلى متى؟
إلى متى سنواصل جلد الذات؟

لا بد من أن يأخذ أحدٌ المبادرة من خلال ما يلي:
وضع جدول بكل الملفات العالقة بحسب أولوياتها ثم البدء بمعالجتها بحسب الإمكانات والقدرات وعدم إنتظار الخارج.
إذا بدأ المسؤولون بهذه الآلية بالإمكان القول إننا نكون قد بدأنا الخطوة الأولى على طريق الألف ميل، وما لم يتحقق هذا الأمر فعلى لبنان السلام. 
 

Email