رغم المخاوف والهواجس لبنان ينهز ولن يسقط

ت + ت - الحجم الطبيعي

 هالَ اللبنانيون ما سمعوه من وزير الداخلية العميد مروان شربل في مقابلته التلفزيونية ليل الخميس.


الوزير شربل، بعفويته المعهودة، فجَّر قنبلةً معلوماتية حين قال على الملأ ومن دون أي لبس أو غموض:
أنا أخاف من اغتيالات وسيارات ملغومة وعبوات ناسفة ولا أحد يمنع هذه الحوادث سوى الوقوف وقفة واحدة.
 

ولم يكتفِ الوزير شربل بهذا التخوف، بل رفع من منسوبه حين قدَّم سلسلة توقعات لا تُثير الخوف فحسب بل الرعب أيضاً، فقال على طريقة الواثق:
إذا استمر الوضع على ما هو عليه فسنستجر الأزمة السورية إلى لبنان لأن قسماً من النازحين لن يعود إلى سوريا، وقد تكون هذه آخر حكومة وآخر رئيس جمهورية في لبنان.
 

قبل النقاش في ما أدلى به وزير الداخلية، فإنه لا بد من العودة قليلاً إلى الوراء لمواكبة ما سبق وقاله:
حين كان وزير الداخلية في الفاتيكان مطلع هذه السنة، قال أن لا إنتخابات، كان ذلك قبل ستة أشهر، وحين تلفَّظ بهذا التوقع قامت القيامة عليه، وقيل:
كيف يجوز لوزير الإنتخابات أن يُهوِّل بعدم إجرائها؟


مرَّت الأيام وترجَّحت بورصة الإنتخابات صعوداً وهبوطاً ليُقطَع الشك باليقين ويثبت ان لا إنتخابات.
واقعةٌ ثانية:


منذ أيام، أثار بعضٌ ممن التقوا الوزير شربل المخاوف من إمكان إنفجار الوضع في طرابلس، فتوجَّه إليهم بالقول:
ركِّزوا على صيدا، فالإنفجار هناك.


لم يكد حبرُ كلامه يجف حتى تحقَّق ما توقعه فانفجر الوضع في صيدا.
أكثر من ذلك، بعد ساعات على تخوفه من عبوات ناسفة، تحقَّق تخوفه إذ انفجرت عبوتان ناسفتان على أوتوستراد زحلة وتبين انهما استهدفتا موكباً تابعاً لحزب الله.

تأسيساً على كل ما تقدَّم، لا بد من طرح التساؤلات والمخاوف التالية:
إذا كانت توقعات وزير الداخلية صحيحة، فما هي الإجراءات التي ستُتَّخَذ لتفاديها أو للتقليل من أخطارها ومضاعفاتها؟


وهل يكفي أن يُقال، بعد أن تتحقق، حبَّذا لو استمعنا إلى ما توقَّعه الوزير شربل؟


أليس العلاج الأكثر جديةً هو الإتجاه إلى الإسراع في تشكيل حكومةٍ جديدة لمواجهة التحديات الكبرى، ولعل في طليعتها قضية النازحين السوريين إلى لبنان والتي يبدو انها ستُشكِّل أكبر قنبلة موقوتة في تاريخ لبنان المعاصِر؟
فماذا لو استمر تدفُّق النازحين؟


وما هي الخطط لمواجهة الآثار والمضاعفات؟
 

اللبنانيون لديهم شكوكهم ومخاوفهم، وقد جاء كلام الوزير شربل ليُعزِّز هذه المخاوف، ولكن أين العلاج؟


ومع كل هذا الكلام الوضع المصرفي بألف خير ولم تسحب مبالغ من أي المصارف لتحويلها الى الخارج. وهذه أكبر الحسنات التي يتمتع بها لبناننا رغم كل الويلات.
 

 

Email