صحيفة لبنانية: العريان تحامل على الإمارات فعرّته أقلام مصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أتابع، منذ عهدي في الكتابة، أيَّ دعوى صحافية يربحها زميلٌ أو زميلة ليس في لبنان فحسب، بل في أرجاء البلاد العربية من العراق الى موريتانيا، فمسألة الحريات الصحافية أمرٌ مبدئي لا يحتمل إجتهاداً أو ان يكون وجهة نظر.

من خلال متابعتي، لفتتني قضية من مصر، أم الدنيا ومهد الحضارة وبوابة العروبة السمحاء، وفحوى القضية أن محكمة الجنح في مصر قضت بتغريم نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الحاكم الدكتور عصام العريان مبلغ 15 الف جنيه بسبب قيامه بسبّ وشتم الاعلامية جيهان منصور، خلال استضافته في مداخلة هاتفية في برنامجها صباحك يا مصر.

دفعني فضولي الى متابعة القضية فأنا أتابع من حين الى آخر الاعلامية منصور لكنني لا اتابع الدكتور عصام العريان، إنما بعد الإشمئزاز المصري من حملاته على الاعلام جعلني أتعقب هذه الحملات، ومن أحدثها مهاجمته لدولة الامارات العربية المتحدة وقوله ان الاماراتيين سيكونون عبيدا عند الفرس!

أنا لا أعرف الدكتور العريان لكنني أعرف جيداً حكام الامارات وحكماءها وشعبها، فماذا يعرف هو عنها وعنهم؟ وكيف يتسرَّع فيشتمهم بما ليس فيهم؟ ام تراها عاهة الشتم متأصلة فيه؟
هو ماذا يعرف عن حكَّام الإمارات؟
هل يعرف أنهم حوَّلوا الصحراء إلى واحاتٍ غنَّاء؟
هل يعرف ان مدنهم أصبحت الاولى عالمياً وتضاهي نيويورك ولندن وباريس وطوكيو وسنغافورة؟
لقد قدمت الامارات المثال الذي يُحتذى به عربياً وعالمياً، فماذا قدَّم العريان وتنظيمه لمصر ولسائر الدول العربية؟ هل قدموا غير المؤامرات ومحاولات زعزعة الانظمة؟
لقد قدَّمت الإمارات السماح والتسامح والإزدهار والطمأنينة والاستقرار والأمان لكل مَن يطأ أرضها، فماذا قدَّم العريان وتنظيمه إلى المصريين أولاً والعرب ثانياً؟ هل قدَّموا للمصريين غير الشارع؟ وماذا بعد الشارع؟ أين فرص العمل؟ أين الطبابة والتعليم والبنى التحتية؟ هل يعتقد العريان وتنظيمه أنه باليافطات والشعارات تحيا الدول والمجتمعات؟

لأن الإمارات بلدٌ ذات سيادة،
ولأن السيادة ممارسة لا شعار،
ولأن سيادة الإمارات على أراضيها تعني أن لا تدخَّل لأحد فيها : لا من العرب ولا من العجم ولا من الفرس،
لأنها كل ذلك فقد إستطاعت ان تكون بمنأى عن الأعاصير لا كما هي مصر اليوم في عصر التنظيم الذي ينتمي إليه العريان.

الإمارات اليوم، كما منذ مؤسسها وباني نهضتها الوالد الشيخ زايد رحمه الله وطيب ثُراه، أمُّ العرب وحاضنة ابنائهم، ومَن لديه عقدة من هذا الدور فليُفتِّش كيف يُحسِّن بلده بدل رشق بلدان الآخرين بالانتقادات الجوفاء.

لو لم يكن كذلك هل كان تبرأ منه حزبه، حزب الحرية والعدالة، وعلى لسان رئيسه الدكتور سعد الكتاتني الذي جهر بالفم الملآن بأن ما نُشر من تصريحات للعريان بشأن دولة الامارات الشقيقة خلال اجتماع لجنة الشؤون العربية بمجلس الشورى، لا تعبر عن رأي الحزب وان تصريحات العريان تسببت في أزمة كبيرة في الحزب ومؤسسة الرئاسة، وأدت الى توبيخ القيادي الإخواني.

قبل ان يُوبِّخه حزبه ألم يُوبِّخه ضميره؟ الدكتور عصام العريان أب لأربعة اولاد وجدٌّ لحفيدين، فهل يعرف من موقع الابوة ان هناك ما يزيد عن نصف مليون مصري يعملون في دولة الامارات؟ هؤلاء أبناء مصر وتعاملهم الامارات كأبنائها، ماذا يريد لهم الدكتور العريان؟ هل جهز لهم نصف مليون فرصة عمل في مصر قبل ان يتفوَّه بما تفوَّه به؟

هؤلاء لم يصمتوا بل ردوا له الصاع صاعين فأصدروا كجالية مصرية في الامارات بيانا عبر صفحتها على موقع فيسبوك استنكروا فيه تلك التصريحات في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها مصر على الصعيد الداخلي، وعلى الصعيد الخارجي من أزمات مختلفة تسيء لمصر على المستوى الدولي، وأقل ما توصف به هذه التصريحات بأنها مشينة ومسيئة.

لم يكتفِ ابناء الجالية المصرية في الامارات بهذا الموقف، بل تابعوا ان التصريحات المشينة لا تعبر عنهم بأي شكل من الأشكال ولا عن المصريين الذين يكنّون كل الإحترام والتقدير والحب للامارات دولة وشعبا وللوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وطيب ثراه صديق مصر الكبير وحبيب المصريين.

لم يُدرك العريان أي أبواب غضب فُتحت عليه، وقد بلغ ببعض الكُتَّاب ان بحثوا في التاريخ ليعرفوا أثر اسم المرء على سلوكه، فخاطبَهُ أحدهم قائلا:

أيها العريان قرأت لابن قيم الجوزية كلاماً عن أثر الاسم على الموسوم به، حتى يصح بأن يُعرف الشخص من إسمه وتُفهم شخصيته، وقد كرر ابن قيم الجوزية شاهداً شعرياً على هذه الفائدة الصحيحة المجربة من واقع الحياة وأنشد:
وقلّما أبصرت عيناكَ ذا لقبٍ
إلا ومعناهُ، إن فكَّرتَ، في لقبِهِ.

دكتور عصام العريان هل يُدرك ما فعلَهُ لسانَهُ؟ ان كان يُدرك فتِلكَ مُصيبة وإن لم يُدرك فالمصيبة أعظم!
 
 

Email