قمة الثمانية الكبار.. «لا جديد»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لعل أفضل قراءة مختصرة عن الجديد في قمة الثمانية الكبار أن الجديد فيها هو أنه "لا جديد"، فكما انعقدت وكما قبل أن تنعقد كما هي بعد أن انفض سامرها، وتفرق أقطابها، سوء أداء أميركي فاضح ومهين، وغطرسة روسية فظة مستفزة؛ كقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "لا تسلحوا آكلي لحوم البشر"، في إشارة للشعب السوري الذي يُذبح يومياً بجبروت الآلة الحربية الروسية، ومواقف أوروبية خجولة جداً مترددة تقتصر على الأقوال، أما الأفعال فمؤجلة إلى أمد غير معلوم، وفي هذه الأجواء الملتبسة والتفاهمات الغامضة يظل الشعب السوري يُقتل ويُشرّد وتُنتهك أعراضه وإنسانيته.

كما تناقلت وسائل الإعلام عن قمة الثمانية الكبار فإنها خرجت باتفاق يمكن وصفه بالحد الأدنى يدعو إلى تنظيم مؤتمر سلام "في أقرب وقت"، لكنه يترك كل المسائل الأساسية لتسوية النزاع عالقة ولا سيما مصير بشار الأسد.

وعكس البيان الختامي للمجموعة عن سورية، مع صيغته الفضفاضة والغامضة والملتبسة والقابلة للتفسيرات والتأويلات والقراءات، عكس الخلافات العميقة بين موسكو، الداعمة لنظام دمشق، والغربيين الذين يساندون المعارضة السورية. وخلال القمة دارت مناقشات محتدمة بين الغربيين من جهة، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جهة أخرى، في الموضوع السوري تُبودلت خلالها الانتقادات والكلام الجارح والحاد أحياناً.

وقال الزعماء في بيانهم: "نبقى ملتزمين إيجاد حل سياسي للأزمة"، لكن ما هو أفق هذا الحل؟ وما هي ديناميّته؟ وكيف يمكن إنتاجه؟ تظل أسئلة بدون إجابات واضحة وعملية تشي بتوجّه جاد ورغبة أكيدة لوضع حد لمأساة الشعب السوري مع النظام القاتل.

وما كادت القمة تنهي أعمالها ويصدر ذلك البيان الخجول حتى تحدث بوتين مجدداً عن إمكانية إرسال شحنات أسلحة جديدة إلى النظام السوري، موجّهاً بذلك ضربة شديدة إلى توافق شكلي توصلت إليه مجموعة الثمانية الكبار. مما دعا المراقبين إلى وصف النتائج بأن "الموقف أشبه بوقوف سبعة أمام واحد فيما يتعلق بسورية، ومن الواضح أن بوتين لا يتراجع عن آرائه".. كما أن مؤتمر جنيف 2 الذي اتفق الثمانية على عقده استبقه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بقوله في حديث وزعت نصه وزارة الخارجية الروسية: "نرفض قطعاً التأكيدات أن المؤتمر يجب أن يكون نوعاً من الاستسلام العلني للوفد الحكومي، يليه نقل للسلطة في سورية إلى المعارضة".

إذن:

الجديد في قمة الثمانية الكبار أن "لا جديد"، وستظل روسيا تذبح الشعب السوري من الوريد إلى الوريد حتى يصحو ضمير العالم الغارق في سباته.

 

Email