زعيم يحمل هموم الأمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

القيادات التاريخية تبرز في سماء الأمم والشعوب كما الشهب المضيئة تبدّد حلكة الظلام، وتنشر الضوء والأمل، وتنير الدروب والمسالك، وتصنع مستقبلات الإنسان بزخم كبير من الحب والتآخي ومحاصرة كل أشكال الظلم والتلوّث التعاملي، وفتْح حقول واسعة من الحوارات والتفاهمات والتقارب بين الناس على اختلاف مكوّنهم العرقي والطائفي والمذهبي ليكون أحفاد أبو بكر وعمر وعلي والغفاري إخوة متحابين متقاربين يعيشون همومهم وهواجسهم بروح واحدة، ويستشرفون مستقبلات أمتهم بهمم الرغبة في التفوّق والتميّز ووضْع الأمة في مكانها الذي تستحقه ويمليه تاريخها الطويل في النضال والكفاح، وموروثها الهائل من الفكر والفنون والآداب والهندسة والعمارة، وما قدمته للعالم من مُثل وقيم وأخلاقيات في العلاقات والتعاملات السياسية تسمو إلى مراتب المثالية.

تبرز القيادات الاستثنائية التاريخية في الظروف الحالكة للأمة كمنقذ لها ولتاريخها وإرثها ومستقبلها من منزلقات خطيرة، وانهيارات ربما تهدد مكانتها وموقعها وتأثيرها في القضايا التي تهم العالمين العربي والإسلامي، وتبعدها عن التأثير في صناعة القرار الأممي، وصياغة مصائر الشعوب وتوطين التنمية الشاملة لكل مناحي الحياة في فضاءاتها..

وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قائد عروبي وإسلامي فذّ يحمل هموم الأمة هاجساً من هواجسه الدائمة، ويختزن في داخله أمن ورفاه الإنسان العربي كمسلّمة لا يمكن المساومة عليها، أو التنازل عن جزء يسير منها، ويعيش من أجل أن تكون جميع مكوّنات الأمة متحابة متقاربة في الفهم والسلوك والثقافة، مؤطّرة بكل معاني الخير والتسامح والحب لتكون قادرة على مواجهة التحديات وامتلاك أدوات عصر التنوير والحداثة والتطور.

لقد استشعر الملك عبدالله دقة الظروف التي تعيشها المنطقة، وقرأ خطورة الأوضاع التي تسوق المنجز التاريخي إلى الخيبات، وتهدّد الإنسان في أمنه وسعادته، وتلغي طموحات الأجيال في واقع منتج خلاّق مؤثر يساهم في بناء الحضارة الإنسانية، وتكون هذه الأجيال فاعلة في إنتاج المنجز البشري لا خارج دائرته، تقوم بدور المتفرج على تأثيراته، استشعر هذا كله - حفظه الله - فتواجد في الزمان والمكان يباشر معالجة أوضاع المنطقة البائسة والمنذرة بالأوجاع مضحّياً براحته في اقتطاع جزء من الزمن للهدوء.

إن المملكة هي قلب العالم الإسلامي، تحمل الهم، وتسعى لترسيخ الاستقرار والأمن والرخاء في كل جغرافيا الوطن العربي والإسلامي، وترى أن من واجباتها، وهي في مركز القيادة، أن تتفاعل بكل إمكاناتها وطاقاتها مع القضايا التي تهم الأمة، وتوظّف مركزها وقوتها الدوليين لصالح الشعوب.

 

Email