لبنان محكوم بزنار التطورات الملتهبة فهل دخلنا المجهول؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

ماذا يفعل السياسيون والمسؤولون عندنا؟

هل يقرأون فعلاً في كتاب المخاطر التي تُحيط بالبلد؟

هل بإمكانهم أن يشرحوا للناس حقيقة ما ينتظر البلد؟

بدأت نيران الحرب تقترب من الهشيم اللبناني، والشرارة الأولى يبدو أنها اشتعلت:

ففي جرود بعلبك اشتباكات، وفي طرابلس تُخاض بين باب التبانة وجبل محسن، وهي حربٌ متواصلة دون توقُّف، وأخطر ما تشهده هذه الحرب هي المعطيات المستجدة على الأرض حيث أُفيد عن أن الأطراف المتقاتلة باشرت بناء تحصينات ودشماً من الباطون المسلح على امتداد محاور القتال، ما يُنبئ بمعارك شرسة آتية على الطريق.

إضافةً إلى ذلك، هناك المناوشات المتنقِّلة سواء في بيروت أو في صيدا أو بعض المناطق الوسطى في البقاع. وفي المحصِّلة فإن الوضع لا هو متماسك ولا هو ممسوك، والتدهور وارد في كل دقيقة وفي كل لحظة.

في المقابل، بماذا يتلهى السياسيون والمسؤولون؟

بالنسبة إليهم الملفات التي تهمهم شخصياً هي أولوية:

تمديد للمجلس النيابي، طعنٌ بهذا التمديد أمام المجلس الدستوري، اتهامات واتهامات مضادة في مَن تسبَّب بهذا الوضع البعيد كل البعد عن الديمقراطية، سجالاتٌ لا طائل منها ليست الغاية منها سوى إغراق المواطن بهوامش وأمور ثانوية ليست هي ما يشغل باله.

ومن العيِّنات على هذا السِجال ما جرى بين بعبدا وعين التينة على خلفية الكلمة التي ألقاها رئيس الجمهورية إثر توقيعه الطعن بالتمديد للمجلس النيابي، فالمعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل ردَّ على قول الرئيس ميشال سليمان من انه كان هناك تقاعس في عقد الجلسة النيابية العامة حتى لحظة انعقاد الدورة العادية، فأكد أن رئيس مجلس النواب كان يعمل ليلاً نهاراً لصدور قانون متوافق عليه بينما كان هناك أناس لا نعرف ما هي أدوارهم للوصول إلى مثل هذا التفاهم، مبدياً أسفه لأن البعض يتحدث عن تقاعس في المجلس الذي قام ويقوم بواجباته على أفضل وجه. 
 
 

Email