جنبلاط ذهَب بنصيحة وعاد بتمنٍّ: تريَّثوا لكن الى متى؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لو كانت أمور التشكيلة الحكومية مسهَّلة، لَما كان زعيم المختارة النائب وليد جنبلاط قد توجَّه إلى السعودية والتقى الأمير بندر والرئيس الحريري لاستكشاف المرحلة. لو كانت مسهَّلة لكان بقي في بيروت ليشهد ولادة الحكومة المصغَّرة التي كان له الفضل في تسمية رئيسها، وربما في إقناعه في تدوير الزوايا في مرحلة إسقاط الأسماء على الحقائب.

فالزعيم وليد جنبلاط مازال يمارس دور الإطفائي حتى قبل اندلاع الحريق، ففي ذاكرته محطات لا تُمحى:

من 7 أيار إلى واقعة القمصان السود إلى بعض اضطرابات الجبل، وهو لا يريد لهذا التاريخ أن يعود.

عاد جنبلاط من السعودية بكلمة واحدة تريَّثوا، الحنكة الحقيقية انه حمل معه هذه الكلمة إلى السعودية، بصيغة نصيحة فعاد بها بصيغة تمنٍّ أو بصيغة كلمة سر، لكن الى متى يوم، أسبوع أسبوعين؟

آلية تحرك جنبلاط، كانت على الشكل الآتي:

أقنع الرئيس المكلَّف تمام سلام بتأجيل تسليم التشكيلة الحكومية إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، بعدما كان سلام قد قرر وضعها في قصر بعبدا أمس الإثنين.

وجاءت هذه الآلية بعدما عرض جنبلاط على الذين التقاهم في السعودية ولا سيما الأمير بندر نظرته إلى دقة الوضع.

وتوسعت النقاشات مع الرئيس سعد الحريري الذي أجرى تقويماً للوضع أيضاً مع مستشاره نادر الحريري.

كل هذه المشاورات أفضت إلى بيان مقتضب أصدره وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور الذي رافق جنبلاط إلى السعودية، وشاركه في كل اجتماعاته بالإضافة إلى نجل جنبلاط تيمور، ولعل أبرز ما في البيان الفقرة الختامية التي جاء فيها ان جنبلاط سيتابع اتصالاته للوصول إلى القبول بالصيغة الحكومية المقترحة من الرئيس سلام، والتي نأمل القبول بها من كل الأطراف لتوازنها ودقتها.

لكن الى متى التريث؟

إذاً تشكيلة سلام متوازنة ودقيقة، وإذا كانت هذه هي نظرة جنبلاط إليها فهذا يعني ان للرئيس الحريري النظرة ذاتها. إذاً التشكيلة جاهزة ومقبولة لكنها تنتظر إنضاج الإتصالات، فهل ستنضج الطبخة قبل الخميس المقبل؟

الرئيس المكلَّف الإعتذار ليس في قاموسه على الإطلاق، وهو يُدرِك منذ بداية الأمر أن طريقه لن تكون معبَّدة بالورود، وهو تمرَّس على رد الحجة بالحجة، ففي مقابل اتهامه بأنه يعمد إلى السير في اتجاه حكومة الأمر الواقع، يرد:

أوليست حكومة الثلث المُعطِّل هي حكومة الأمر الواقع؟

الرئيس تمام سلام يعتمد الواقعية في مقابل الأمر الواقع، فهل سينجح؟ وما هي ردّات الفعل؟ هل هي بعدم السماح بالدخول الى بعض الوزارات؟

أقل من يوم ويكون الجواب جاهزاً، ليس بالنسبة إلى الحكومة فقط بل بالنسبة إلى كثير من الملفات. وأولها القانون الأرثوذكسي الذي سيطرح غدا، وهو البند الوحيد على جدول الأعمال. ومقاطعو الجلسة رسمياً حتى الآن كتلة نواب المستقبل، وكتلة النائب وليد جنبلاط، والرئيس نجيب ميقاتي، وبعض النواب المستقلين، فهل تؤدي هذه المقاطعة الى سقوطه بالنقاط.
 

Email