«عدوّ ما من صداقته بدّ»!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

المحن التي يتعرض لها المسجد الأقصى، وكلّ القضية الفلسطينية، لم تعد تحرك الوطن العربي والعالم الإسلامي، إلا بأبسط الواجبات، حين نسمع أو نقرأ، استنكاراً يصدر عن منظمة، أو حزب، أو جهات حكومية، كرد على استفزازات إسرائيل..

الأمم المتحدة عندما كان للعرب والمسلمين صوت مؤثر اتخذت قرار «أن الصهيونية حركة عنصرية" وبضغط أمريكي - إسرائيلي على المنظمة الدولية، أُبطل القرار، والجامعة العربية اتخذت مقاطعة إسرائيل كقرار اتفق عليه جميع الأعضاء، وانتهى لعدم فاعليته، وتم الاستسلام للقوة العسكرية الإسرائيلية كأمر واقع، أثبت عجز هذه الدول، وعدم قدرتها على امتلاك سلاح موازٍ رادع لسلاح إسرائيل، فيما استطاعت أن تحيط، وتحاصر الضفة الغربية بكبريات المستوطنات ليأتي الرد العربي طرح مشاريع سلام هي أقرب للتسليم المطلق لها بكل ما تعمل، ومحاولة فقط إيقاف ما هو مخطط له من زحف على كل الضفة الغربية، وخنق الفلسطينيين (في كانتونات) صغيرة غير قابلة للعيش..

في الأيام الماضية تعرض الأقصى لأكبر هجمة من مستوطنين إسرائيليين وبحماية الجيش وأقاموا صلوات تلمودية، ومنعوا رفع الأذان أو أداء الصلاة فيه للمسلمين، وهناك مخطط جاهز بتقسيمه بين العرب واليهود أسوة بالحرم الإبراهيمي في الخليل، والذي تعرض قبل سنوات لنفس الإجراء..

سفارات إسرائيل توجد في بلدان عربية، وإسلامية، وتحظى بحماية خاصة، وبضائعها، بما فيها الأسلحة، تستوردها بعض تلك الدول ولذلك من هي الدولة التي تظاهر مسلموها، وحاصروا السفارات الإسرائيلية، وأحرقوا المتاجر التي تتواجد بها بضائعها؟ وأي مجاميع للعالم الإسلامي رفعت هذه القضايا لمجلس الأمن والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الأخرى، وكيف ينظر القادة وعلماء الدين لمقدسات تُنتهك، ولا يقابلها أي رد فعل مساوٍ؟

الدول العربية التي تحيط بإسرائيل تعيش أسوأ ظروفها الاقتصادية والأمنية حتى إن توالي ضربات إسرائيل في الداخل السوري، واختراق طيرانها أجواء لبنان واستهجانها لأي نقد على تصرفاتها المؤيدة ضمناً من أمريكا وحلفائها، صارت من العادات العامة التي تجري على المسرح العربي، وكأنها في كوكب آخر..

نعرف بالأمر الواقع، أن إسرائيل تتصرف وهي تعرف أنها أقوى من المليار مسلم، وهنا نعيد استشهادنا بمقولة "الأفغاني" للشعب الهندي عندما كانت بلادهم تحت الاستعمار البريطاني: «والله لو كنتم ذباباً لآذيتم آذان الإنجليز بطنينكم».

هذا الكم البشري الذي يغطي قارات العالم عجز عن أن يقود احتجاجاً على انتهاك مقدساته، في وقت نجد من يشرّع لمسلم قتل أخيه وفق مفاهيم الدين السياسي الذي صار احتكاراً لقوى وعناصر تفتي وتمنح الإذن لكل ما يخالف الدين، وتعجز عن أن تقول كلمة عن انتهاكات عدو ثابت الرؤية والمبدأ..

كل الاحترام للشعب الفلسطيني فهو وحده الذي ناضل وقدم الشهداء ولايزال يدافع عن حقه بما يملك من أسلحة..
 

Email