حكومة أمر واقع مقابل التمديد للمجلس؟
هل اقترب الرئيس المكلَّف تمام سلام من إنهاء فترة إطفاء محركاته وقرر إعادة إشعالها؟
شيءٌ ما يلوح في الأفق السياسي يؤشِّر إلى ان الرئيس المكلَّف إقترب من لحظة اتخاذ القرار الصعب بتشكيل الحكومة التي يريدها وهي حكومة المصلحة الوطنية كما سمَّاها منذ لحظة تكليفه، لكنه قد يُعدِّل في التسمية لتصير الأمر الواقع الوطني.
لماذا وصل الرئيس المكلَّف إلى هذه الحافة؟
عندما يكون النص واضحاً لا حاجة إلى الإجتهاد، وعندما يكون الشرط المسبق واضحاً لا حاجة إلى المفاوضة. الرئيس المكلَّف تبلَّغ من قوى الثامن من آذار شروطاً مسبقة لا تفاوض عليها ولا تنازل عنها، وهذه الشروط هي:
التمسك بمطلب الثلث المعطِّل، بمعنى انه إذا كانت الحكومة من أربعة وعشرين وزيراً فإنهم يريدون تسعة وزراء.
التمسك برفض المداورة في الحقائب بمعنى انهم يريدون بقاء وزارتَي الإتصالات والطاقة بين أيدي التيار الوطني الحر. التمسك بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة في البيان الوزاري، بمعنى أن يكون هذا البيان نسخة غير منقَّحة للبيان الوزاري لحكومة اللون الواحد.
مصدر سياسي واسع الإطلاع علّق على هذه المطالب فقال بشيء من السخرية:
إذا كان الأمر كذلك فما حاجتنا إلى حكومة جديدة؟
ولماذا لا يتم تعويم الحكومة الحالية؟
هذا في السخرية، فماذا في الجد؟
لن يُسجِّل الرئيس المكلَّف على نفسه انه رضخ لشروط قوى الثامن من آذار، فهو لن يقبل بالثلث المعطِّل، كما لن يقبل على نفسه أن تبقى بعض الحقائب حيث هي. كما لن يُسجِّل الرئيس المكلَّف على نفسه انه سيعتذر عن عدم تشكيل الحكومة.
إذاً أمامه خيارٌ وحيد لا ثانٍ له وهو تشكيل حكومة أمر واقع، بهذه الخطوة يكون قد قلب الطاولة على رؤوس الجميع فأبعد كأس الثلث المعطِّل عن حكومته وأبعد مرارة إبقاء الحقائب الدسمة حيث هي.
ماذا في السيناريو المتوقَّع لهذه الخطوة؟
يُقدِّم الرئيس المكلَّف تشكيلة حكومته إلى رئيس الجمهورية الذي سيبادِر إلى التوقيع عليها، ومنذ تلك اللحظة تُصبح هي حكومة تصريف أعمال.
بالتوازي مع هذه الخطوة، ماذا سيجري على خط قانون الإنتخابات؟
من الخامس عشر من أيار وحتى الثامن عشر منه سيصِل رئيس مجلس النواب نبيه بري النهارات بالليالي سعياً للتوصل إلى قانون جديد للإنتخابات النيابية، ولهذه الغاية تردد أنه تمّ تجهيز غرفة نوم للرئيس بري في مبنى ساحة النجمة كدليل إضافي على الجديّة في التوصل إلى قانون جديد.
حظوظ القانون المختلط ترتفع في مقابل ضمور حظوظ الإقتراح الأرثوذكسي، لكن المختلط بحاجةٍ إلى تحضير، فهل يكون التمديد للمجلس من أجل التحضير أم يكون التمديد هو المخرج من مأزق عدم وجود النيّة لإجراء الإنتخابات؟
وغداً لناظره قريب.