الإتصالات الخليوية تسقط في صناديق الإقتراع

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تونس إندلعت ثورة لكن الإتصالات الخليوية لم تتعطَّل. في مصر اندلعت ثورة لكن الإتصالات الخليوية لم تتعطَّل. في ليبيا اندلعت ثورة لكن الإتصالات الخليوية لم تتعطَّل. في سوريا حربٌ منذ سنتين، وقد دخلت عامها الثالث، لكن الإتصالات الخليوية فيها لم تتعطَّل.

في لبنان لا ثورة ولا مَن يثورون، ولا حرب ولا مَن يحاربون، ومع ذلك الإتصالات الخليوية تتعطَّل!

معاناة اللبناني مع الإتصالات الخليوية تكاد لا تنتهي:

أكثر من محاولة يُجريها المتصِل ليحصل على مكالمة مكتملة، المحاولة الأولى للمرحبا، المحاولة الثانية للدخول في الموضوع، المحاولة الثالثة لسماع الجواب والمحاولة الرابعة للسلام قبل إقفال الخط أو قبل أن يُقفَل من تلقاء نفسه!

هكذا، أربع مكالمات من أجل مكالمة واحدة. في الأصل، اللبنانيون خلقهم ضيِّق بسبب الأوضاع، وكانوا اعتقدوا ان الخليوي هو بابٌ من أبواب الفرج بالنسبة إليهم، لكنه بدل أن يكون نعمةً بالنسبةِ إليهم تحوَّل إلى نقمة!

الوزير المعني همُّه تحسين وضعه في الإنتخابات بدل تحسين وضع الناس في الإتصالات. هرولته وراء الإنتخابات حقٌ مشروع ولكن ليس على حساب أعصاب الناس، وإذا كان برنامجه الإنتخابي قائماً على إنجازاته في قطاع الخليوي فإننا نبشِّره بأن النتيجة لن تكون مُشجِّعَة له على الإطلاق وان قطاع الخليوي كان وِبالاً عليه بدلاً من أن يكون سنداً له.

لماذا وصل قطاع الخليوي إلى هذا الدَرْك من الأعطال؟

لأنه وبكل بساطة، كان هناك إصرار على رفع أعداد الخطوط المباعة من دون الأخذ بعين الإعتبار جعل الشبكة قادرة على الإستيعاب، فماذا كانت النتيجة؟

شبكة قاصرة عن الإستيعاب، ومواطن غير قادر على إكمال المكالمة.

ولكن ألم يكن بالإمكان تحسين الشبكة؟

لو عاد الأمر إلى الشركتين المُشغِّلتين لكان الأمر في غاية البساطة، فالشركتان تعرفان ان توسيع الشبكات هو أولوية، لكن وزير الوصاية ذهب في اتجاه أمور دعائية بدلاً من أن يذهب في اتجاه الأمور الخدماتية، فقام بتحركات استعراضية في اتجاه الجيل الرابع من الإتصالات فيما نحن نعاني من المصاعب التقنية للجيل الثالث، كذلك قام بحملات دعائية لتوزيع عائدات الخليوي على البلديات فيما يُعتَبَر هذا الإجراء من أقل واجباته.

عند الإنتخابات يجب على اللبنانيين أن يتذكَّروا جيداً بعض المرشّحين من الوزراء الذين حوّلوا وزاراتهم إلى مراكز إنتخابية، فلم يُحسِّنوا الخدمات بل حاولوا تحسين أوضاعهم على حساب الخدمات، فكانت النتيجة كارثية بالنسبة إلى المواطنين، عسى ألا تكون أفضل من ذلك في صناديق الإقتراع. 
 
 

Email