«الأقصى» يواجه التهويد وحيداً

ت + ت - الحجم الطبيعي

 بدأ العدو الصهيوني تنفيذ جريمة تهويد المسجد الاقصى، ضاربا عرض الحائط بالقانون الدولي، والمعاهدات ذات الصلة، كاشفا عن وجهه العنصري القبيح، واهدافه التوراتية التلمودية التي لم يتراجع عنها والتي لخصها مؤسس الكيان الصهيوني بن غوريون بعبارة مكثفة: “لا قيمة لاسرائيل بدون القدس، ولا قيمة للقدس بدون اقامة الهيكل”..!!.

ان مباشرة العدو بالحفر في ساحة البراق لاقامة متحف ديني، تعني انه بدأ عمليا بتهويد ساحات الاقصى، وانه ماض في هذا النهج حتى يحقق اهدافه المرسومة ولن يتراجع عنها هذا اولا.

ثانيا: يجيء هذا الانتهاك السافر لاقدس مقدسات المسلمين بعد مغادرة وزير خارجية امريكا جون كيري المنطقة، وبعد اجرائه محادثات مكثفة مع القيادات الاسرائيلية والفلسطينية، وهذا يعني ان العدو ماض في تنفيذ استراتيجيته، وغير معني حقيقة بالسلام، ولا باستئناف المفاوضات الا ضمن شروطه واشتراطاته واهمها استمرار الاستيطان والتهويد.

ثالثا: ان المباشرة بتهويد الاقصى هي تصعيد نوعي خطير، يضع القيادة الفلسطينية والدول الشقيقة، امام تحدِّ حقيقي، بعد ان وصل الخطر الفعلي الى اقدس مقدسات المسلمين، الى معراج الرسول صلى الله عليه وسلم.

ومن هنا؛ فان الرد على هذا العدوان الصهيوني، والذي يحمل في ثناياها التحدي لكل العرب والمسلمين يستدعي قرارات حاسمة تلجم العدو قبل ان يصبح التهويد حقيقة، وقبل ان يضيع المسجد، وتضيع القدس في غمرة الخلافات العربية- العربية، وفي غمرة التواطؤ الامريكي- الغربي مع العدو الصهيوني.

وبشيء من التفصيل؛ فان خطورة هذا العدوان تستدعي من القيادة الفلسطينية استنهاض جماهير الشعب الفلسطيني، وتفعيل المقاومة الشعبية كخيار لا رجعة عنه وحث الجماهير الفلسطيني على التوجه الى الاقصى والمرابطة في ساحاته، والتصدي لجنود العدو ولآلياته بصدورهم العارية، لاحباط المؤامرة، وحماية الاقصى وساحاته وفي مقدمتها ساحة البراق من التهويد.

ان اي تقاعس عن نجدة الاقصى، يسهم في دفع العدو الى تنفيذ جريمته وخلق امر واقع من خلال اقامة الكُنُس التوراتية والمتاحف اليهودية، استكمالا لتهويد المدينة وتغيير طابعها العربي- الاسلامي.

ومن ناحية اخرى؛ فان المطلوب من الدول الشقيقة وهي تشاهد جرافات العدو وقد بدأت تنتهك حرمات البراق لتحويله الى متحف ديني يهودي ان تبادر الى قطع كافة العلاقات وتجميد المعاهدات ووقف التطبيع مع العدو، واحياء المقاطعة الاقتصادية، كسبيل وحيد للجم العدوان وحماية الاقصى.

مجمل القول: اقدام العدو الصهيوني على تنفيذ جريمة تهويد ساحة البراق بعد مغادرة وزير خارجية امريكا للمنطقة، هو رسالة للجميع وخاصة للاطراف المعنية بالعملية السلمية، بان العدو الصهيوني ليس معنيا بالسلام ولا بالمفاوضات، وانما معني بتحقيق اهدافه القائمة على تهويد القدس والاقصى، ما يفرض على القيادة الفلسطينية والدول الشقيقة ان تخرج من مربع الانتظار والتسويف والتلكؤ وتواجه العدوان الصهيوني بشجاعة، باعلان المقاومة الشعبية والمرابطة في الاقصى لحمايته، قبل ان تضيع اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
 

Email