الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يجيء تحذير الأمم المتحدة من خطورة نفاد الاموال المتوفرة للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين في الاردن ودول اخرى، بمثابة انذار للمجتمع الدولي وبالذات للدول الكبرى، والمعنية بالازمة السورية، لتدارك هذا الوضع الخطير قبل ان تنفد الاموال المتوفرة في حزيران المقبل، اذا لم تسارع هذه الدول بتقديم المساعدات العاجلة للامم المتحدة ومنظماتها الانسانية للقيام بواجباتها في تقديم المساعدات للافواج المتدفقة من الاشقاء السوريين الذين يهربون من الموت طلبا للحياة.

تصريحات المتحدثة باسم صندوق الامم المتحدة للطفولة “اليونسيف” وضعت النقاط على الحروف “الاحتياجات تتزايد ونحن مفلسون بعد ان تجاوز عدد اللاجئين كل التوقعات” ومن المتوقع في ظل تصاعد العنف وبصورة غير مسبوقة ان يعبر الحدود الاردنية بنهاية عام 2013، اكثر من 1.2 مليون لاجئ سوري، وهذا يفرض على الامم المتحدة ومنظماتها الانسانية والاغاثية مسؤوليات جسام في توفير المساعدات للاجئين وعدم تركهم نهبا للجوع والامراض والاوبئة، التي قد تفتك بهم، اذا لم يتم توفير الرعاية الصحية اللازمة.

تحذيرات مسؤولي الامم المتحدة، تؤكد ان صرخة الاردن التي اطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني اكثر من مرة في مؤتمر القمة العربي الاخير، وخلال احاديثه الصحفية كانت تستشرف الاحداث، وترى بعين نافذة خطورة تطورات الازمة، وخطورة تداعياتها على دول الجوار في ظل حمامات الدم، والحرب الاهلية التي حولت الشام الى بلاد منكوبة، ومدنها الى مجرد ركام ومدن اشباح، تنتشر فيها رائحة الموت والدمار، بعد ما كانت تعبق بالياسمين الشامي، ومن هنا كانت دعوته ولا تزال بضرورة حل الازمة سلميا، بعد فشل الحلول العسكرية، للحفاظ على وحدة القطر الشقيق: ارضا وشعبا، فاستمرار هذه الحرب سيؤدي الى تدمير الدولة، ويفضي الى دويلات طائفية متناحرة.

إن إطالة أمد الحرب يعني بصريح العبارة ان المجتمع الدولي وخاصة الدول الكبرى غير جادة في حل الازمة، وغير جادة في انقاذ الشعب السوري من هذه الحرب القذرة، التي أدت حتى الان الى موت 100 الف انسان. ومئات الالوف من المصابين وتدمير البنية التحتية للدولة، وتهجير اكثر من مليون الى دول الجوار، وثلاثة ملايين الى الداخل، جميعهم بحاجة لمساعدات عاجلة ليبقوا على قيد الحياة.

مجمل القول: تحذيرات الامم المتحدة من نفاد الاموال المخصصة للاجئين السوريين يؤكد ان المجتمع الدولي، وخاصة الدول الكبرى والمعنية بالازمة السورية، لم تقم بواجبها، ولا يزال يعتمد على التصريحات والبيانات العاطفية، والتي لا تسمن ولا تغني من جوع، في حين ان التضامن الحقيقي مع دول الجوار التي تؤوي اللاجئين تستدعي مساعدات مالية عاجلة لمواجهة تدفق اللاجئين والذي من المتوقع ان يزداد بعد تموز. ليصل الى 1.2 مليون في الاردن وحده ما يتطلب خطة اغاثة دولية عاجلة لمواجهة هذه المأساة الانسانية قبل ان تتحول الى كارثة مروعة.
 
 

Email