الإنتخابات صعبة والحكومة معقّدة فماذا بعد المأزق؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

 وقع اللبنانيون في حيرة بين أول من أمس الثلاثاء واليوم الخميس، فبين هذين اليومين كلامٌ قاله رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون على محطته التلفزيونية أو تي في، وكلام سيقوله زعيم المختارة هذا المساء في برنامج كلام الناس، العماد عون قال كلاماً كبيراً في مقابلته، لم يستثنِ أحداً من أعلى الهرم في السلطة وصولاً إلى آخر مسؤول فيها، حتى لكأنه أراد أن يقول الأمرُ لي في تشكيل الحكومة.


زعيم المختارة هذا المساء لن يكون أقل شأناً، فقبل المقابلة يُدرِك الجميع أن الأمر له في تظهير صورة رئيس الحكومة الذي سيُكلّّف، فالإصطفاف الحاد بين قوى 14 و8 آذار يجعل من النائب جنبلاط بيضة القبان في تحديد خيار إسم المرشح للتكليف، لكن ماذا بعده؟

 إذا سرنا في المسار الزمني، فإن غداً الجمعة لناظره قريب، حين سيبدأ النواب والكتل بالتوافد إلى قصر بعبدا لتسمية الشخصية التي يريدون لها أن تُشكِّل الحكومة، عندها ستسقط كل المناورات.


الرئيس الذي سيتم تكليفه يحتاج إلى خمسة وستين نائباً، أي أن صوتاً واحداً من أصوات النائب وليد جنبلاط سيكون كافياً، وعليه فإن حملة النائب عون على زعيم المختارة لن تفعل فعلها لأنها لن تُغير قناعات جنبلاط لجهة رفضه العودة إلى منطق حكومة اللون الواحد.


ظهر السبت سيصدر مرسوم التكليف، بعدها يقوم الرئيس المكلَّف بالزيارات البروتوكولية لرؤساء الحكومة السابقين ثم تُحدَّد مواعيد إستشارات التأليف:
هنا التحدي الأكبر وربما الإستحالة الكبرى، إذا كان فريقاً واحداً من الفرقاء الفاعلين لا يريد للحكومة أن تُشكَّل ولا يريد للإنتخابات النيابية أن تجري، فقد يضع العصي في دواليب إجرائها، فماذا لو طال أمد التشكيل؟


تشكيل الحكومات منذ العام 2005 وحتى الحكومة الأخيرة كان يستغرق شهوراً، وغالباً ما كان الرؤساء المكلَّفون يقتربون من الإعتذار عن عدم الإستمرار في خوض غمار التشكيل، ويكون التلويح بالإعتذار بعد أربعة أو خمسة أشهر، فماذا لو حصل هذا الأمر اليوم؟


وماذا لو تكررت التجربة؟


فماذا يصير في البلد في هذه الحال؟


النتيجة الأولى أن الإنتخابات في موعدها الحالي في التاسع من حزيران ستطير إلى أجلٍ غير مسمى.


النتيجة الثانية، في حال طارت الإنتخابات، ان رئيس الحكومة المكلَّف قد يعتذر من عدم الإستمرار في مهمته تشكيل الحكومة، لأنه في هذه الحال لا يعود المطلوب حكومة إنتخابات بل حكومة إنقاذ، فمَن يُقدِم على هذه المغامرة في هذه الحال؟


وقبل ذلك هل يتم التمديد لمجلس النواب قبل الحكومة الجديدة؟


وإذا كان التمديد صار أمراً مفروغاً منه، فما هي المدة المطلوبة؟


هل هي تقنية أو شهور أو سنة أو سنتان؟


وماذا لو لم يوقِّع رئيس الجمهورية مرسوم التمديد، فهل يعود الجميع إلى نقطة البداية بالمطالبة بإجراء الإنتخابات؟

إنها الحلقة المفرغة بامتياز:


تشكيل الحكومة صعب والإنتخابات أصعب، والبقاء في الوضع الراهن أصعب وأصعب! هل من تسمية أخرى غير المأزق؟

 

Email