رسالة أميركية غير مشفَّرة: الإنتخابات في موعدها

ت + ت - الحجم الطبيعي

كونيللي من جديد... السفيرة الأميركية في لبنان لا تهدأ أبداً في الملمات السياسية، فيأتي حضورها قوياً لتوجِّه رسائل غير مشفَّرة ليفهمها الجميع من دون الحاجة إلى كود لفك شيفرتها.

الزمن زمنُ تشكيل حكومة، والمرحلة مرحلةُ ملء المناصب الأمنية، ملفان كبيران يدفعان بالسفيرة الأميركية إلى عدم الإكتفاء بإصدار بيانات من السفارة في عوكر بل النزول إلى معترك السياسة اللبنانية وميدان الأمن اللبناني لتقول كلمة واشنطن في ما يخص التطورات اللبنانية.


البداية كانت عند رئيس مجلس النواب نبيه بري ثم عند رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. الموقف الذي أصدرته إثر اللقاءيَن يمكن أن يُحرج الجميع لأنه يضعهم أمام مسؤولياتهم ويُبعِدهم عن شبح الإتكالية السياسية التي يستنجدون بها في مثل هذه المناسبات. فالبيان الذي أصدرته شدَّد على ان عملية تشكيل الحكومة هي لبنانية ويجب أن تكون كذلك وان الشعب اللبناني يستحق حكومة تعكس تطلعاته وتعمل على تعزيز استقرار لبنان وسيادته واستقلاله.


الكلام الأميركي لم يقتصر على الملف الحكومي بل تجاوزه إلى الملف الأهم، وهو الإنتخابات النيابية التي استحوذت على فقرة أساسية في بيان كونيللي، حيث أعربت عن تقدير بلادها للجهود الإستثنائية التي بذلها الرؤساء سليمان وبري وميقاتي للتمسك بالأطر القانونية والدستورية في لبنان لإجراء الإنتخابات البرلمانية في موعدها.


هذا الكلام يُحتَسَب في الديبلوماسية، فحديثها عن الجهود الإستثنائية يعني باللغة الديبلوماسية حثّ المسؤولين على بذل جهود إستثنائية لإجراء الإنتخابات في موعدها.
ويعني هذا الموقف أيضاً أن الولايات المتحدة تُعارِض أي تمديد للمجلس النيابي الحالي.


السؤال هنا: كيف يمكن ترجمة هذه الأمنية الأميركية؟


الجواب رهنٌ بالتوافق على قانون للإنتخابات يُخرِج الجميع من المأزق بعد التنصُّل من قانون الستين من دون التوصل إلى قانون بديل منه.

لكن يبدو أن هناك عقدة تتجاوز الأمنية الأميركية، فالجانب التقني من الإنتخابات يبدو انه دونه عقبات وعثرات، فموعد إنتهاء مهلة تقديم الترشيحات للإنتخابات النيابية بموجب القانون الساري المفعول حتى إشعار آخر، هو في التاسع من نيسان المقبل، أي بعد ثلاثة أيام من انتهاء الإستشارات النيابية المُلزِمة للتكليف، ومع إقتراب إنقضاء المهلة فإن الترشيحات لم تُقدَّم بعد، وعليه كيف تكون هناك انتخابات من دون مرشَّحين؟


هذه السابقة ستُرتِّب على وزير الداخلية العميد مروان شربل إقتراح المخارِج والبناء على الشيء مقتضاه لمعالجة غياب الترشيحات.


الحركة الأميركية البالغة الشفافية التي قامت بها السفيرة كونيللي، شملت المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، فهل هناك أبلغ من هذه الرسالة إلى مَن يعنيهم الأمر بالنسبة إلى المستقبل المنظور للواء ريفي بعد الأول من نيسان المقبل؟
 

Email