لماذا خُلِطَت أوراق الروزنامة؟وهل التصعيد جزءٌ من السيناريو؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

بلبلة وضياع وتشتت وفقدان البوصلة.
هذا الإنطباع هو الخلاصة التي يخرج بها أي مراقب بعد جولةٍ على مواقف الأطراف وتحركاتهم، فالكل ينتظر الكل ولا أحد يكشف ورقته، والكل يناوِر على الكل وكأن العملية السياسية تحوَّلت إلى لعبة مراواغة لا شفافية فيها.


بدايةً فإن موازين القوى الداخلية لا تسمح لأحد بأن يملك ترف الحسم على الآخر، فميزان الرعب المستجد يجعل جميع الأطراف مُكرهين على الإصغاء لبعضهم البعض من دون أن يعني ذلك تلبية مطالب بعضهم البعض.
والسؤال الذي يطرحه أي لبناني هو: أين أصبحنا؟


للإجابة عن هذا السؤال، لا بد من استعراض الوقائع كلِّها ومن دون استثناء:


بالنسبة إلى التمديد لرؤساء الأجهزة الأمنية فإن ما تبقَّى من مُهَلٍ لم يعُد كافياً، فمدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي سيُحال على التقاعد يوم الإثنين المقبل، وليس في الأفق ما يُشير إلى إمكانية عقد جلسة لمجلس النواب قبل ذلك التاريخ، إذاً سيُحال على التقاعد، إلى حين عقد جلسة التمديد مع مفعول رجعي بحيث يُعاد إلى موقعه على رأس المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.


ومدير المخابرات في الجيش العميد إدمون فاضل، لن يوقِّع وزير الدفاع فايز غصن مرسوم التمديد له، ما يعني أنه سيُحال على التقاعد في الخامس من نيسان المقبل، وإذا كانت مسألة مَن سيتولى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بعد اللواء ريفي، إلى حين التمديد له، محسومة، فإن مسألة مَن سيتولى مديرية المخابرات لم تُبَت في ظل التجاذب الصامت بين رئيس الجمهورية ورئيس تكتل التغيير والإصلاح وقائد الجيش، فيما جهةٌ رابعة أساسية تلعب دوراً محورياً في وضع الفيتوات أو في تزكية هذا أو ذاك.


إذاً الملف الأمني دونه عقبات وصعوبات وإشكالات وتجاذبات، فماذا عن الملف الحكومي؟

بالتأكيد ليس أفضل حالاً، فمع النيات الحسنة لكثيرٍ من الأقطاب فإن العقبات أكبر من النيات، ويُخشى أن تكون هناك كلمة سر أدَّت إلى فرملة الروزنامة السياسية الموضوعة:


فالإستشارات النيابية المُلزِمة التي قيل إنها ستبدأ الثلاثاء المقبل، أرجئت الى يومي الجمعة والسبت في الخامس والسادس من نيسان.


والجلسة النيابية العامة التي قيل إن رئيس مجلس النواب سيدعو إليها في الخامس من نيسان المقبل، يبدو أنها لن تُعقَد في ذلك التاريخ بسبب تريث الرئيس بري إلى حين نضوج الظروف.
 


إذاً، الجميع يُخفي أوراقه في انتظار بدء المساعي الجدية ولكن في الإنتظار مِن يوقِف موجة الخطف التي عادت؟


هل هذا يعني أن التطورات ستأتي على نار حامية؟


وهل عودة الأمور إلى النقطة الصفر مرتبطة بالأداء اللبناني في قمة الدوحة؟


إن عدم انسحاب رئيس الجمهورية من الجلسة أثناء إلقاء رئيس الإئتلاف السوري كلمته، قد تكون ترجمته في بيروت وضع العصي في دواليب الرئاسة!
 

 

Email