حرية سيادة إستقلال فهل لهذا المثلث مذهب أو طائفة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

غداً 14 شباط، كاد التاريخ أن يتسمَّر ويتجمَّد في ذلك التاريخ، لكنه واصل مسيرته إلى 14 آذار لتولَد فيه حركة لبنانية إسمها ثورة الأرز وهي الثورة الأنقى في تاريخ لبنان، القديم والمتوسط والحديث والمعاصر، وهي الحركة الأقوى على الصمود.

ثورةٌ تبنَّت قَسَم الشهيد جبران تويني الذي يقول:

نُقسِم بالله العظيم، مسلمين ومسيحيين، أن نبقى موحَّدين حفاظاً على لبنان العظيم إلى أبد الأبدين، آمين.

حين رددت الحشود المليونية القَسَم وراء جبران تويني، هل كان أحدٌ يُفكِّر في قانون اللقاء الأرثوذكسي؟

هل اعتقد أحدٌ للحظة أننا سنصل إلى يومٍ ينتخب فيه الماروني الماروني والسنّي السنّي والأرثوذكسي الأرثوذكسي؟

لو بقي الشهيد بيار الجميل حياً هل كان يقتصر انتخابه على الموارنة فقط؟

هل استُشهِد من أجل الموارنة فقط؟

لو بقي الشهيد وليد عيدو حياً هل كان سيُعيد إنتخابه سنّة بيروت فقط؟

وأنطوان غانم موارنة قضاء بعبدا فقط؟

يا سادة، ثورة الأرز ليست هذه، فهذه الثورة والقانون الأرثوذكسي لا يلتقيان:

لم يُستشهَد رفيق الحريري من أجل سنّة الطريق الجديدة فقط بل من أجل لبنان المقيم والمغترب، لبنان المترامي الأطراف من أعلى قمم الأرز إلى المتحدرين من أصل لبناني في الأميركيتين وأوستراليا وأوروبا والدول العربية.

لماذا تُحجِّمون لبنان واللبنانيين؟

ولماذا تُقزِّمون الشهادة؟
ثورة الأرز:
ثورةٌ على انتهاك السيادة.
ثورةٌ على الفقر.
ثورةٌ على الجوع.
ثورةٌ على الهجرة.
ثورةٌ على القوانين الإنتخابية الجائرة.
ثورةٌ على الجهل.
ثورةٌ على البطالة.

لم يُستشهَد أبطالها من أجل أن يَخطف هذا أو ذاك طائفته أو مذهبه ويُلقيهم في سلَّة... الإقتراع أو صندوقة الإقتراع.

في الثورات لا حياء، فلنقلها كلمة مُدوِّية في ذكرى الشهادة التي ولَّدت ثورة الأرز:

لا مكان للطائفيين ولا للمذهبيين، فمَن يصح له العيش في المدى الأرحب لماذا يريد لنفسه أن يتقوقع؟

ليس رحمة بالشهداء فقط، بل رحمةً بالأحياء.

لا تسرقوا الحلم من عيون جيل الشباب، هؤلاء الشباب الذين هتفوا حرية سيادة استقلال، فهل لهذا المثلث مذهب أو طائفة؟ 
 
 

Email