الانتخابات النيابية وترتيب الملفات

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا أراد أحدٌ أن يبتكر معياراً لقياس درجة أهمية الملفات المطروحة فإنه من دون أدنى شك سيُصاب بالدوار، فالملفات المهمة تأتي في المرتبات الدنيا فيما الملفات الأقل أهمية أو المؤجّلة تحظى بكل الإهتمام.

بهذا المعنى، إذا ما أردنا ترتيب الملفات تبعاً لأهميتها، فإن ملف الانتخابات النيابية لا يأتي في المرتبة الأولى، ولكنه مع ذلك يبقى مالىء الدنيا وشاغل الناس، على رغم أن استحقاقه ليس اليوم بل في حزيران المقبل، أما الملفات التي تتخذ صفة المعجَّل فإن لا أحد يعيرها الأهمية التي تستحقها على رغم أن كل ملف منها بإمكانه أن يتسبب في وجع الرأس للبلد.

يأتي في طليعة الملفات التي بإمكانها أن تشكل قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة بالبلد، ملف النازحين السوريين والفلسطينيين إلى لبنان. خطورة هذا الملف نابعة من اعتبارَيْن، الإعتبار الأول صعوبة الإحصاء الدقيق لهؤلاء، والإعتبار الثاني الإجماع على أن الأعداد في تصاعد مضطرد ما يُخشى أن يتجاوز عدد النازحين رقماً مرتفعاً جداً إذا ما تمادت الأزمة السورية.

هذا الإرتفاع المخيف في عدد النازحين بدأ يُلقي بثقله على اليوميات اللبنانية على كل المستويات، كما أن انعكاساته السلبية بدأت تتراكم ومنها إرتفاع أسعار بعض السلع الإستهلاكية الضرورية خصوصاً مع ازدياد الطلب عليها حيث أن عدد النازحين اليوم تجاوز النصف مليون نازح، ففي حال ارتفعت الأسعار فكيف ستواجه الحكومة هذا الإستحقاق؟

هل من خطة وضعتها للتعاطي مع هذه القنبلة التي تهدد بالإنفجار كل لحظة؟

بالإضافة إلى الشق المعيشي فإن هناك واقعاً ديموغرافياً من شأن ازدياد عدد النازحين أن يؤثِّر فيه، فماذا لو طالت مدة إقامة النازحين؟

فأيُّ فوضى ديموغرافية ستتولَّد من هذه الإقامة؟

إن الإنعكاسات السلبية لهذا الملف قد لا تظهر بسرعة لكن حين ظهورها فإنه لن يكون بالإمكان العودة إلى الوراء، فإلى متى ستبقى الحكومة تتعامى عن هذا الواقع؟

ومن الملفات التي تقضّ مضاجع اللبنانيين المعركة المستجدة الآتية على الكهرباء، وزير الطاقة يريد أن يُخفِّض ساعات التغذية بالتيار في بيروت إسوةً بسائر المناطق، وهذه الخطوة أدت إلى استنفار نواب العاصمة وفاعلياتها الذين اعتبروا أن هناك كيدية بدأت تُمارَس في حقهم. وهنا لا بد من طرح السؤال التالي على الحكومة:

بدلاً من تعميم التيار على الجميع، هل يجوز تعميم التقنين؟

والملف الداهم والمتوارث من سنة إلى سنة هو سلسلة الرتب والرواتب الذي يدفع بهيئة التنسيق اليوم إلى النزول إلى الشارع في ظل معضلة المعضلات، فالحكومة غير قادرة على إحالة السلسلة إلى مجلس النواب بسبب العجز عن إيجاد التمويل، وعليه فإن هذا الإضراب اليوم مرشّح لأن يتكرر أكثر من مرة.

وسط كل هذه الملفات، أين يأتي ترتيب ملف الإنتخابات النيابية؟

 
 

Email