من الداتا إلى الكهرباء مُضحكٌ مُبكٍ هذا البلد

ت + ت - الحجم الطبيعي

مُضحِكٌ مُبكٍ هذا البلد:
العالم منهمك في تكوين داتا واضحة عما يجري في المنطقة، من أجل أن يعرف كيف سيتعاطى مع التطورات، ولبنان منهمك في داتا الإتصالات، هل يجب إعطاؤها أو لا يجب؟


في هذه القضية لا شيء مُضحِك بل كله مبكٍ، فحين طُلِبَت الداتا فإن الأجهزة المعنية تعرف لماذا طلبتها، ولو لم تكن لديها شكوك في أرقام مشتبه بها في مسرح الجريمة حيث اغتيل اللواء الشهيد وسام الحسن، لَما كانت طلبت داتا هذه الأرقام، وما قام به مجلس الوزراء هو بمثابة عرقلة للتحقيق وذلك للأسباب التالية:


حين تتقدَّم شعبة المعلومات بطلب الأرقام المشتبه بها فهذا يعني كأنها تكشف ماذا تعرف ومَن تعرف مِن المشتبه بهم، أو كأنها تتطلب منهم أن يتواروا، وعندها يفقد طلب الداتا أهميته وجدواه.بمعنى أوضح، كأنها تقول:


أنا أشك بهذا الرقم وأطلب أن تُعطوني الداتا الخاصة به! عندها أين هامش المناورة أو التضليل الذي يجب أن يكون متوافراً للأجهزة لكي تصل إلى مبتغاها في التعقُّب؟


يقول أحد الخبراء في هذا المجال:
إن قضية الداتا أخطر من أن يُناط بحثها بمجلس الوزراء، فهذه القضية خطيرة جداً وحيوية جداً ولا يصح أن يتناولها سياسيون لأنها تتعلّق بسلامة اللبنانيين وأمنهم وقد أثبت مجلس الوزراء انه غير قادر على توفير هذا الأمن للبنانيين.


ويتندَّر الخبير بالقول:


أصبح لدى اللبنانيين ثلاثة أنواع من الأرقام:


العادية والمميَّزة والمشبوهة، لكن ما لا يعرفه مجلس الوزراء أن أي رقم سواء أكان عادياً أو مميزاً، يمكن أن يُصبح مشبوهاً في لحظة، فهل بإمكان مجلس الوزراء أن يواكب هذا التحوُّل؟


أمرٌ آخر مُضحكٌ مبكٍ في لبنان:
بواخر توليد الكهرباء، فبعد سنتين وشهرين على اقتراح هذا الإبتكار، وكان ذلك في خريف العام 2010، زَفَّ وزير الطاقة إذا صدق إلى اللبنانيين خبر ان الباخرة الأولى ستصل في مطلع ربيع العام المقبل وأن الباخرة الثانية ستصل مطلع الصيف! أي عملياً، أول باخرة يفترض أن تسلم بعد أربعة أشهر، والثانية بعد ستة أشهر، غريب كيف ان هذا الوصول يتزامن مع التحضير للإنتخابات النيابية أو مع بدئها! هل من استغلال للبنانيين أكثر من هذا الإستغلال؟


هذا ليس مضحكاً، هذا مبكٍ إلى أقصى درجات البكاء. والسؤال البديهي:


تصل الباخرتان في مطلع الربيع ثم في الصيف ولكن متى سيتم التشغيل؟


ربما عند التحضير للإستحقاق الرئاسي! فحتى ذلك الحين هل سنبقى تحت رحمة المولِّدات؟


إنها الملفات المبكية ولا شيء مضحكاً فيها على الإطلاق.
 

Email