الرئيس ميقاتي: ليكتبوا ما يشاءون وأنا أفعل ما أشاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

واستعينوا على قضاء حاجاتكم بالوعود والتأجيل، لعل هذه الفلسفة في ممارسة الحكم هي التي يعتمدها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي:

شيكات سياسية مؤجَّلة الدفع أو بلا رصيد، وإلى أن يحين الإستحقاق يخلق الله ما لا تعلمون.
حكاية إبريق السلسلة هي سلسلة من الوعود الميقاتية التي بدأت في تموز الماضي ومازالت تُجرجر إلى اليوم. حين قدّم وعوده لهيئة التنسيق النقابية بأن السلسلة دينٌ عليه وان وعد الحرّ دين، لم يتنبَّه كثيرون إلى انه ليس حرًّا بل مناوِر، ومنذ تموز الماضي وهيئة التنسيق تلاحقه ليفي بوعوده لكنه يهرب ويتهرّب بذريعةٍ ومن دون ذريعة. جاء الإستحقاق فماذا يفعل؟
إستعان بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ليرمي كرة النار بين يديه، لكن الحاكم فهم اللعبة فتصرّف بما يمليه عليه القانون، قدَّم رأياً إستشارياً في بداية جلسة مجلس الوزراء... ومشى، لكن كلامه بقي في قاعة الجلسة ليُلقي بثقله على الوزراء الذين شعروا للمرة الأولى بوطأة الوعود التي أطلقها رئيسهم ولا يستطيع تحقيقها.

هل سيستطيع الرئيس ميقاتي الإفلات من الوعود التي أطلقها؟
لا يبدو حتى الآن ان النقابات في وارد التراجع، فهي أعلنت رفضها لِما اعتبرته سياسة الهروب إلى الأمام التي يمارسها رأس السلطة التنفيذية، ولم ترَ في أداء الرئيس ميقاتي سوى تدبير واحد هو إلغاء السلسلة وتراجع الحكومة عنها. النقابات أوحت بأنها لن تتراجع ملوِّحةً بالإضراب المفتوح من خلال قولها:
لتكن معركة وليتحملوا النتائج.
يعني هذا التهديد، في منطق الأمور، ان كل الخيارات مفتوحة، من الإضرابات، إلى الإعتصامات وصولاً إلى تعطيل القطاع العام والقيام بتظاهرات مفتوحة.
كيف سيقابل الرئيس ميقاتي هذا التحدي؟
ليست لديه خيارات كثيرة بعد حجم الوعود التي أطلقها، وهو مجدداً سيعتمد سياسة الهروب إلى الأمام، فهو بعد أسبوع سيكون في باريس، ومع اقتراب آخر الشهر تكون البلاد قد دخلت في مدار أعياد نهاية السنة فتُطلَق وعودٌ جديدة بأن التنفيذ سيكون في السنة الجديدة.

لكن ربما فات رئيس الحكومة أن السنة الجديدة، التي لم تعُد بعيدة، مسألة أخرى في لبنان وذلك بسبب تطورات المنطقة، فهل يملك الرئيس ميقاتي معطيات أخرى؟
الجميع يدقّون ناقوس الخطر، البداية كانت مع حاكم مصرف لبنان لتنتقل إلى السياسيين، فالنائب وليد جنبلاط يقول إن زمن البحبوحة الإقتصادية قد ولى، وإن مخاطر الوضع الإقتصادي تضاهي المخاطر على السلم الأهلي. جنبلاط الذي يملك حدساً سياسياً رفيعاً يبدو انه يملك حدساً إقتصادياً أيضاً، فهو يعتبر أن الدول العربية أو الغربية لم تعد مستعدة لتقديم فرص إنقاذية جديدة كباريس اثنين أو ثلاثة، وهو ما يعني ان لبنان سيكون وحيداً، ومضطراً لإنقاذ نفسه بنفسه.
هل يقرأ الرئيس ميقاتي المؤشرات؟
أم أنه بحسب مصدر مطلّع:
ليكتبوا ما يشاءون وأنا أفعل ما أشاء؟
إذاً سيواصِل إغداق الوعود، وحتماً سيستمر لأنه لم يعد يملك غيرها.

 
 

Email