شبح الإنهيار واستقالة الحكومة

ت + ت - الحجم الطبيعي

 
في لبنان، شبح الإنهيار لم يعد يتسع بسبب ما يحمل من قضايا وملفات، فيُقال غالباً: الوضع السياسي تحت رحمة شبح الإنهيار، والوضع الإقتصادي والمعيشي المتدهور فعلاً لا قولاً فالأكيد ان مؤسسات أقفلت والآتي أعظم، أما النأي بالنفس وعدم المبالاة من قبل رئيس حكومتنا فهذا أمر يدل على شخصية مدللة ترى الوضع العام من برجها العاجي.


ما من ملف تتم ملامسته حتى يظهر انه في وضع يُرثى له.


أحدث التصدعات والإنهيارات الوضع الإقتصادي الذي بدأت ملامحه تشهد سقوطاً مدوياً: أحد المرابع السياحية في وسط بيروت أقفل أبوابه منذ أسبوع ليضع أكثر من مئة وخمسين عائلة في الشارع من دون عمل. إذا صحت هذه المعلومات فإن بعد هذا هناك عشرات لا بل مئات المؤسسات التي هي على شفير الإقفال والإفلاس، وآلاف العاملين فيها مُهددون كل لحظة بأن يُصبحوا على قارعة الطريق ليدخلوا أندية العاطلين عن العمل.


هؤلاء الآلاف لديهم مسؤوليات من مدارس وجامعات وطبابة واستشفاء وسكن وغيرها الكثير من مستلزمات الحياة، فكيف بالإمكان توفيرها؟


يتطلعون إلى الحكومة باعتبارها السلطة التنفيذية التي يُفترض فيها رعاية شؤون الناس، فماذا فعلت؟


وماذا ستفعل؟


هل يعرف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بكل هذه المشاكل والمآسي؟


عبثاً يحاول رئيس الحكومة وأعضاء حكومته التفتيش عن معالجات إقتصادية خارج الأمن والسياسة، نقولها للمرة المليون: لا استقرار أمني من دون استقرار سياسي، ولا استقرار اقتصادي من دون الأمن والسياسة، وأكبر دليل على هذه الحقيقة هو الإنهيارات المتلاحقة في القطاعات الإقتصادية والتي بدأت تسير بوتيرة متسارعة منذ الإنفجار الذي استهدف اللواء الشهيد وسام الحسن.


هذا الترابط يُدركه كل سياسي، ومن هنا لا طاقة للحكومة على الرد على كل ما يُوجَّه إليها من ملاحظات وانتقادات.


من الملاحظات التي تُوجَّه إلى السلطة، تلك التي وجهها رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بقوله:  لكي تستمر المؤسسات يجب أن يبقى فيها أشخاص أحياء، ما نريده هو وقف آلة القتل التي تحركت مجدداً منذ 7 أشهر إلى الآن بعد اتفاق الدوحة، لذا يجب وقف هذه الآلة قبل أي شيء آخر.

واذ رأى أن اسقاط الحكومة جزء من كلّ ما نقوم به كقوى 14 آذار، وقد حصلت 25 محاولة اغتيال وتفجير منذ العام 2004 استهدفت جميعها قوى 14 آذار، سأل جعجع كيف يمكن أن نفسّر هذا الأمر؟
من يكون عندها وراء هذه العمليات، حكومة اللون الواحد يجب اسقاطها وقد حان وقت عدم ارتداء القفازات بعد الآن، وقول الأمور كما هي.

ويبدو ان التخوُّف من الفراغ، في حال سقطت الحكومة، هو تخوُّف في غير محله، فحين سقطت حكومة الرئيس سعد الحريري هل حصل فراغ؟


في هذا السياق يقول الدكتور جعجع عن السيناريو السياسي في حال سقوط الحكومة الحالية: في حال سقطت، سيدعو رئيس الجمهورية إلى استشارات ويمكن إيجاد أسماء حيادية لرئاسة الحكومة، فمن ينال الأكثرية يصبح رئيساً للحكومة. لماذا نفترض الفراغ؟


هذه الحكومة ماذا تقوم بأكثر من تصريف أعمال؟


تُرى، هل يريد رئيس الحكومة وأعضاء حكومته أن يسمعوا.
 

Email