أيلول وشهر الإستحقاقات ودور رئيس الحكومة في حماية الإنجازات

ت + ت - الحجم الطبيعي

 بدأ الجَدّ، إنتهت عملياً العطلة الصيفية، ومن علامات انتهائها مرور شهر آب اللهَّاب والدخول في شهر أيلول الذي يبدو أن طرفه لن يكون مبلولاً بالشتي فقط، بل بالكثير من التطورات السياسية والقضائية والمعيشية، إلى درجة أن البعض يضع هذا الشهر وكأنه مفصليٌّ، كالقول:
ما قبل أيلول وما بعده؟

على ماذا يستند أصحاب هذا الإستنتاج ليُدلوا بما ادلوا به؟
يستندون على، ان ما تمّ التذرُّع به عن موسم الصيف لم يكن في محله، فالموسم المنصرِم كان من أسوأ المواسم على الإطلاق، فمنذ بدايته في الأسبوع الأخير من حزيران الماضي وصولاً إلى اليوم، لم يعرف لبنان يوماً هادئاً واحداً، فإذا كان المقيمون لم يستطيعوا تحمُّل هذا الوضع، فكيف كان على المغتربين تحمُّله؟
إنتهى الصيف، إنقضت العطلات، عاد المغتربون إلى أماكن عملهم في أوطانهم الثانية من أمكنة قضاء العطلة وهي لم تكن مناطق لبنانية بالتأكيد، بل كانت أوطان ثالثة وكأن المغتربين ينقصهم المزيد من التشرُّد والبهدلة!

المهم عاد الجميع إلى العمل، مقيمون ومغتربون، سياسيون وغير سياسيين، مسؤولون وغير مسؤولين، وهذا ما سيجعل أيلول شهر ترجمة الإستحقاقات:
أول الإستحقاقات معيشية، فالمعركة بدأت باكراً بين المدارس والأساتذة ولجان الأهل ووزارة التربية، والخطر من هذه المعركة انها ستؤثِّر على بدء السنة الدراسية. هذا التحدي لا يُعرَف حتى الآن كيف ستتعاطى الحكومة معه في غياب أفكار الحلول والمعالجات، على رغم أن هذه الإشكالية ليست وليدة ساعتها وليست جديدة، فالعقدة بين طرفَيْ الصراع التربويَيْن ليست الأولى، فلماذا ستكون الأخيرة هذه السنة؟
والحكومة التي تنوء تحت أعباء الكثير من الملفات، كيف سيكون بمقدورها أن تعالِج مثل هذا الملف؟

الإستحقاق الثاني في الأهمية، هو إستحقاق قضائي حيث ان كل المعطيات تُشير إلى تطورات دراماتيكية سيشهدها ملف الوزير والنائب السابق الموقوف في قضية نقل عبوات ناسفة لتوزيعها في أكثر من منطقة لبنانية. تتمثَّل هذه التطورات في التوسُّع في التحقيق وصولاً إلى المزيد من الأدلة الدامغة التي ستحملها، أو ربما حملتها الفحوصات التي أُجريت في مختبرات الخارج، وتقول مصادر عليمة إن وقْعَ هذه الأدلة سيكون مدويًّا وأن بعض المسؤولين في الدولة وُضِعوا في صورة نتائجها، وستكون لها ارتدادات سياسية وإعلامية وقضائية وستقطع الطريق على كل ما أُثير من غبار سياسي وإعلامي حول هذه القضية.

هذا الإستحقاق يُفتَرَض بالحكومة أن تُحضِّر لملاقاته بمزيدٍ من التحصين السياسي، فحجمُ ما اكتُشِف كان من شأنه أن يُفجِّر البلد لو نجح المخطط، فهل كثيراً أن يُطالَب رئيس الحكومة بحماية هذا الإنجاز؟


 
 

Email