حكومة الميقاتي مخيبة للآمال بين مقيم محبط ومغترب يائس

ت + ت - الحجم الطبيعي

ماذا بعد مرحلة تقطيع الوقت التي مرَّ بها لبنان في الشهور الأخيرة؟
وماذا بعد انتهاء موسم الصيف والدخول مجدداً في سنة عمل جديدة؟
الجواب المؤلِم هو أن كل الرهانات سقطت:

الرهان على استرداد شيء من موسم السياحة ولا سيما في عطلة عيد الفطر المبارك، لم يكن في محله، فالوضع كان أسوأ من مرحلة ما قبل العيد.

الرهان على أن يعوِّض السوريون الحركة الصيفية التي خسرها لبنان، لم يكن في محله، فالتطورات الأمنية التي شهدها لبنان والتي كان للسوريين في لبنان انعكاسٌ من انعكاساتها، جعل هذا العامل فاقداً للفاعلية في التأثير الإيجابي على السياحة.

الرهان على أن يُبدِّل المغترب رأيه فيُخصِّص وطنه الأول بجزء من أيام عطلته، لم يكن في محله أيضاً، فالمغترب يئس، أو يكاد، من أوضاع البلد، وكلما فكَّر للحظة في إمكان أن يزور لبنان، كانت مشاهد التلفزيونات ومواقع الإنترنت وكذلك مواقع التواصل الإجتماعي، من فايسبوك وتويتر، تجعله يُعيد حساباته، فيبقى حيث هو وذلك لاعتقاده الراسخ ان الأمور في لبنان تسير من سيئ إلى أسوأ وان التحسن غير موجود في القاموس السياسي حالياً.

يكاد المغترب يقول:
كل صيفية وأنتم بخير، لقد حُرِمنا هذه السنة من المجيء إلى لبنان، ولكن ماذا عن السنوات المقبلة فهل سيُصيبنا ما أصابنا هذه السنة؟

الجواب رهنٌ بالحكومة الميقاتية، فماذا تريد أن تفعل من أجل ألا تكون كل صيفيات الوطن كمثل هذه الصيفية؟
بالتأكيد هي لا تملك أي جواب، وفي الأساس لا أحد يعرف إذا كانت هذه الحكومة ستبقى صامدة حتى الصيف المقبل، فإذا صمدت فإن السؤال سيكون موجَّهاً إليها، ومضمونه:
ما هي خطتها للإستحقاقات المقبلة؟

للتذكير فقط فإن هذه الحكومة تُشبِه في بعض أدائها العمال المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان، لجهة العمل كل يوم بيومه، فلا أفق ولا مستقبل ولا خطة عملية.

إزاء هذه الصورة، كيف بإمكان المغترب أن يكون مطمئناً إلى المجيء إلى لبنان؟
إن الإطمئنان ليس وارداً، لا بالنسبة إلى المغترب ولا حتى وخصوصاً بالنسبة إلى المقيم، فالبلد يعيش من دون ضوابط، والفلتان يطال كل شيء:
السياسة والأمن والإقتصاد والتربية والمعيشة، فإن كانت هناك نية للبدء بالإصلاح فمن أين يبدأ هذا الإصلاح؟

يقترب أيلول وطرفُه بالشتاء مبلول، فهل سيحمل معه خيرات المطر أم ان الخيرات لم تعد تجد طريقاً لها إلى لبنان؟
 

Email