مسلسل الساعة الحرجة..

ت + ت - الحجم الطبيعي

بين فترة وأخرى يعود صناع الدراما في الغرب لتقديم أعمال تعكس موقف الإنسان الغربي والمجتمع بشكل عام، هناك عدد من الأفكار الوجودية والثقافية، التي مست وأضرت بحياة ووجود الإنسان هناك، وذلك عبر نتاجات درامية قوية تطرح قضايا جدلية مهمة.

ولعل فكرة تزايد أعداد المهاجرين، والوجود الإسلامي في الغرب، وقضايا الهوية وإشكالات الاندماج وظاهرة الإرهاب.. إلخ، هي أكثر هذه الأفكار التي تؤرق الإنسان الغربي وصناع السينما، وهي قضايا تهدد حياة الناس اليومية، لأنها تبعثر أمنهم، الذي لطالما فاخروا به لعقود طويلة.

تمتلك قطاعات من المتطرفين الغربيين قناعات راسخة ترى بأن الإنسان الشرقي والمسلم تحديداً من الصعب الثقة بدرجة انتمائه وولائه لثقافة الغرب المناقضة لقناعاته، حتى وإن ولد في الغرب وتربى وتعلم في مدارسه.. فهل هذه الفرضية صحيحة؟ وهل تم فحصها منهجياً وأخضعت لمعايير القياس الموضوعي؟

(الساعة الحرجة) مسلسل ألماني مكون من ست حلقات، ويعرض على «نتفلكس»، تجري أحداثه الدامية في أمستردام، وترتكز الحكاية على حياة محقق من أصول أفغانية هاجرت أسرته إلى هولندا وهو بعمر صغير جداً، فتربى وتعلم وتزوج من سيدة هولندية، وله منها ابنة، كما أنه شق حياته في سلك الشرطة بكفاءة عالية.

غالباً ما يوصف بين زملائه بأنه محقق ناجح جداً وعنيد جداً، يتم اختبار ولاء المحقق مارديك لمجتمعه بعدما تعرضت أمستردام، الذي دائماً ما كان يفتخر بأنه أحد حماة أمنها، لهجمات إرهابية دموية، ذهب ضحيتها أبرياء كثر في سوق المدينة الشعبي، ومركزها التجاري وكذلك حفل الزفاف الذي اقتحمه إرهابي، وفتح رشاشه على الجميع، لقد كان مدبر ذلك كله هو صديق طفولته، الرجل الأفغاني المليء بكراهية الغرب والراغب في الانتقام مما فعلوه ببلاده!

قررت إدارة الأمن الوطني إخضاع المحقق لاختبار ولاء، فكانت أسئلة المحققة: هل ولاؤك لأفغانستان أم لهولندا؟ لماذا زرت كابول مؤخراً؟ لماذا ترتبط بعلاقات مع أشخاص أفغان؟... فعند أول أزمة في مثل هذه الظروف يكون الولاء هو المحك، والثقة هي الضحية!

 

Email