هكذا تعاش الحياة!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كلنا نعلم هذه الحقيقة، أن لدينا حياة واحدة، وأن علينا أن نعيشها كما يجب، أو كما نعتقد أنه الشكل الأفضل للحياة، وأن وصف (الشكل الأفضل) وصف حمال أوجه يحتمل تفسيرات متناقضة تختلف من إنسان لآخر، ومن ثقافة لأخرى، ومن دولة لدولة أخرى، فما تعتبره أنت أفضل شكل للحياة ينظر إليه آخرون بطريقة مثيرة للاستياء، بل قد يصل الأمر غالباً إلى درجة التصادم أو التعارض في فهم أو إدراك معنى الأفضلية هنا!

كيف يمكن للإنسان في مدى حياة واحدة يعيشها أن يحكم على حياته إن كانت حقيقية وصحيحة أم لا؟ على ماذا يقيس حياته التي يظنها مثالية ولا شيء أفضل منها؟ هل يعتمد على مقياس الثروة، أم الخدمات، أم على اعتبار ما يتحقق له من السعادة التي أصبحت مبدأ وهدفاً لحياة كثير من البشر في أيامنا هذه؟ لكن كلنا نعرف أن السعادة قد تتحقق للبعض بالرضا بأقل القليل، بينما يرى آخرون أن السعادة لا تكون إلا إذا حصل الإنسان على كثير مما يتمنى لإشباع احتياجاته ورغباته!

(حياتك الثانية تبدأ حين تدرك أن لديك حياة واحدة) هذه الجملة التي تضع الإنسان في مواجهة حقيقة حاسمة، وهي أنه يحتاج بشكل مصيري إلى كل ما يدله على أساليب تغيير وتحسين حياته للأفضل، وصولاً للرضا والسعادة، فليس أمام الإنسان أية فرصة ثانية ليعيش حياته مرتين!

إن الواقع الذي نعيشه، والذي تقع حياتنا في قلبه تماماً، يعج بأشخاص فقدوا متعة الحياة وشغفها الحقيقي لأسباب مختلفة، إما نتيجة فقد عزيز، أو خذلان حبيب، أو فشل في الزواج أو العلاقات العاطفية، أو الدراسة والعمل، أو تدهور الأوضاع الاقتصادية.. إن أسباب افتقاد البهجة والشغف والتمسك بالحياة كثيرة، لكن الإنسان حين يعلم أنه ليس لديه سوى حياة واحدة إذا ضيعها في الحزن والإحباط والندم والتأسي على الماضي، فإنه بذلك يجعلها صعبة أكثر ومدمرة، لكنه إذا قاوم ذلك بقليل من الإصرار والصبر وبكثير من حب الحياة والتمسك بها، فقد ينجح في عبور النفق!

Email