الإمارات في قصر عابدين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت سماء رائقة، أضاءها قمر مسافر في ليل يموج بالحكايات والأصوات والموسيقى والجمال، نظم مركز أبوظبي للغة العربية ليلة ثقافية فنية لا تنسى، بمناسبة الذكرى المئوية للموسيقار سيد درويش، استعادت فيها ذائقة الحضور النغم الحقيقي الأصيل، المتصل بروح الإنسان وهمومه وتطلعاته وأدق شؤونه وتفاصيله كما غناها وأطلقها في فضاءات مصر فتاها الإسكندراني وموسيقارها العبقري سيد درويش مطلع القرن الماضي.

شدت بإرث درويش أصوات عربية من الإمارات (فاطمة الهاشمي) ومن تونس (عبير نصراوي) ومن مصر (محمد محسن)، وحضور عربي متنوع من كافة البلدان العربية هم في الحقيقة ضيوف القاهرة ومعرضها الدولي للكتاب الذي تنعقد دورته الـ 55 في هذه الأيام الذي برغم برودة طقسه، إلا أن سخونة حواراته وأحداثه كانت بعضاً من مفاجآت القاهرة.

لقد تألقت الإمارات في هذه الليلة بحضور ناشريها ومؤسساتها الثقافية ومثقفيها، وبرعايتها الباذخة للحدث، ويصونها الأوبرالي البديع المتمثل في فاطمة الهاشمي، وأولاً بسلامها الوطني الذي صدحت به الموسيقى على مسرح قصر عابدين متردداً في أرجاء القصر.

إن رعاية مركز أبوظبي للغة العربية حدثاً ثقافياً كهذا في مصر، وأن يكون المحتفى به هو سيد الموسيقى المصرية سيد درويش وأن تشدو بإرثه أصوات عربية من عدة بلدان وبحضور عربي متنوع، لهو دليل لا يحتاج إلى شرح وتوضيح على مدى عمق التخادم والترابط العربي العربي ووحدة الذائقة والانتماء. وهنا لا بد من تحية مستحقة لمركز أبوظبي للغة العربية.

احتضن الأمسية مسرح قصر عابدين الواقع قبالة بوابة هذا القصر العريق، الذي يوصف بأنه كنز الآثار المصرية في فترة حكم أسرة محمد علي باشا، ولقد جال الضيوف في أرجاء وغرف القصر، فتبدت تلك العظمة ورقي الذوق والفن الذي غالباً ما يسم قصور العائلات الحاكمة في كل مكان، وهو أجمل ما تتركه هذه العائلات والإمبراطوريات، وهو ما يخلدها ويمنحها تلك المكانة الفريدة في التاريخ.

 

Email