صناع المحتوى وحديث الوزير

ت + ت - الحجم الطبيعي

في قمة المليار متابع والتي عقدت في دبي الأسبوع الماضي، كانت هناك جلسة مع معالي محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، تحدث فيها عما يوجه لدولة الإمارات عبر بعض الحسابات على وسائل التواصل، وعن الحكمة أو السبب الذي يجعل صناع القرار وحكومة دولة الإمارات تنأى بنفسها ومؤسساتها عن الدخول في تجاذبات الرد على ما يثار وما يرمى جزافاً من إشاعات واتهامات.

إن الإمارات دولة مهمة وازنة في المنطقة، وهي أكبر من كل ما يقال ويشاع، وهي أكبر حتماً من كل هؤلاء الذين يثيرون الاتهامات ليخدموا بعض الأجندات، ولطالما قالوا وألفوا تهماً وإشاعات، ذهبت كلها أدراج الرياح، وبقيت الإمارات شامخة وماضية في طريقها الذي رسمته لنفسها!

كما تحدث عن صناع المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، وعن أهمية الدور الذي يلعبه هؤلاء الأشخاص المعنيون والمهتمون ليل نهار بصناعة محتواهم وتقديمه في أفضل صورة. ولأنه يعي مسؤولية وخطورة كلامه انطلاقاً من مكانته كرجل دولة، ومن دوره عن الحدث المقام نفسه، فإنه لم يشأ أن يتخطى الأمر أو يترك كلامه رهناً للتفسيرات والاجتهادات، فوضع توصيفاً محدداً ودقيقاً لصناع المحتوى وشروط المحتوى الذي يفترض به أن يقدم للناس وللمجتمع في إطار المصلحة العامة دوماً!

ليس كل صانع محتوى جديراً بالمتابعة والاحترام، فهناك من ضررهم أكثر من نفعهم، لذلك فإن على صناع المحتوى أن ينتبهوا لتقديم ما ينفع مجتمعاتهم، وأن يكونوا جديرين بالمكانة التي وصلوا لها، وأن يشرفوا مجتمعاتهم بما يقدمون، وينفعوا الأجيال التي تتابعهم، فهناك ملايين من الشباب والمراهقين ممن يتابعونهم ويقلدونهم، وهذه مسؤولية كبيرة، فأراد (بوسعيد) أن يلفت انتباه أصحاب الحسابات التي يتابعها ملايين الناس إلى مسؤوليتهم ودورهم.

أمر آخر جاء في حديث معالي الوزير حين قال إن بعض المشاهير وصناع المحتوى قد تدير رؤوسهم الشهرة الطاغية التي يجدون أنفسهم فيها بشكل مفاجئ، إضافة للأضواء التي تسلط عليهم وكلمات المديح وسيل الاهتمام، وهذا كله قد يدفع الكثيرين لأن يشعروا بالزهو والغرور، (عليهم أن يجعلوا أقدامهم على الأرض دائماً، وأن يتواضعوا) وتلك قمة المسؤولية!

 

Email