لا تصدق كل ما تسمع!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيرون يقعون ضحايا التشويش الذهني ومحاولة تغيير أفكارهم وتوجهاتهم بطرق أقل ما يقال عنها إنها لا أخلاقية، كالكذب، وتحديداً على مواقع السوشال ميديا، لذلك علينا أن نحذر جداً ونحن نستلم مئات الرسائل يومياً عبر صفحاتنا على الفيسبوك والإنستغرام والسناب شات والتيك توك وعلى الواتس آب بشكل مستمر، والحذر يعني أولاً أن لا تصدق أي شيء تسمعه أو تراه دون أن تتأكد وتفكر وتراجع ما تسمعه!

لماذا؟ لأنه قد ثبت وبالأدلة القاطعة أنهم نادرون جداً أولئك الأشخاص الذين يستخدمون السوشال ميديا رغبة في التواصل والتعارف واكتساب المعرفة وبعض المرح والضحك، فهذه من الأسباب المبررة لاستخدام منصات التواصل، أما الواقع فيؤكد أن معظم مستخدمي هذه الوسائل لهم أجندات وأهداف مصالح واضحة ومحددة ومرسومة سلفاً، وأخطرها تلك الأجندات الخفية والشيطانية، التي تقوم على بث الأكاذيب والإشاعات والفتن والحروب الإلكترونية.. إلخ!

لذلك لا تعتقد أن من يحدثك في الثقافة يريد تثقيفك لوجه الله، نعم هناك من يجند نفسه لذلك، لكن هؤلاء قلة في خضم ملايين المنتفعين، لذلك احذر من شخص يزين لك كتاباً فيرفعه إلى هام السحاب وهو لا يعدو كونه كتاباً فارغاً، لأن ما يقوم به ليس سوى إعلان مدفوع الثمن لصالح دار النشر أو المؤلف أو المكتبة التي توزع الكتاب، فاقرأ واسأل ومحص الكلام قبل أن تذهب كحاطب ليل لتقتني كتاباً تلعن اللحظة التي اشتريته فيها!

واحذر ممن يروج فتناً عن بلادك ليزعزع ثقتك فيها، وفي قادتك وأهلك وحكومتك، فالسياسة لعبة مصالح لا حدود لها، وليس كل من احتل الشاشات وصرخ بأعلى حنجرته ووزع التهم صادقاً وصاحب حجة، فحتى هتلر لم يجمع الألمان حوله بالحب والولاء والبطش قدر ما جمعهم بالكذب، وحين أوصى وزير الدعاية لديه قال له: اكذب، اكذب، اكذب، وسيصدقك الناس حتماً، ولقد صدقه الكثيرون، حتى انكشف كذبه في النهاية، كإسرائيل التي انكشفت أمام العالم في حربها ضد أبرياء وأطفال غزة وانكشفت كل أكاذيبها أمام العالم!

 
Email