ليكفوا أذاهم عن الأسرة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل نحو أسبوعين ربما، نشر خبر يفيد أن السلطات السعودية قامت بمنع ناشطة على مواقع التواصل من استخدام هذه المواقع أو الدعاية عبرها بشكل نهائي، وبعدها بعدة أيام تم منع شقيقتها للسبب نفسه، أما السبب فهو قيامهما ببث محتوى يرمي إلى الإساءة للأسرة والعلاقات الزوجية، بما يؤدي إلى بث جو من عدم الثقة وإثارة الشكوك بين الزوجين لاستدعاءات وشواهد لا تمت للمنطق ومصلحة المجتمع.

كثيرون علقوا بأن العقوبة قاسية أو مبالغ فيها، وكان يمكن الاكتفاء بعقوبة محددة بمدة معينة أو توجيه إنذار للفتاتين، إلا أن العقوبة يجب أن لا تقاس بظاهرها، ولكن بتأثير فعل هؤلاء، وارتدادات هذا الفعل على الأسرة والعلاقات الاجتماعية، خاصة ونحن نعيش في زمن التكالب لهدم الأسرة من جذورها، فمن المستفيد؟ ليس سوى هذه الدعوات المنحرفة التي تعلي شأن المثلية والتحول الجنسي والامتناع عن الزواج، والاكتفاء بالمساكنة وغيرها من الدعوات التي لم ولن تجني منها المجتمعات كلها سوى الانحرافات والتفكك والتباعد!

لماذا تخرج فتاة لتحرض الزوجة على زوجها في البيت، وتشكك في تصرفات الزوج وكلامه، وتقدم قراءة فاشلة ورأياً تافهاً، حتى تنفجر الخلافات والشكوك والصراعات بين الزوجين، لتتعالى معدلات الطلاق والتفكك الأسري، وهجر الزوجين للبيت وترك الأبناء في مهب الدمار!

لماذا؟ لأجل أن تجمع هذه وهذا وتلك مزيداً من المتابعين والمتابعات وأموال الدعايات؟ إذن لا يقولن أحد بأنها عقوبات قاسية لأن ما يفعله أمثال هؤلاء مدمر بما لا يقاس!

البارحة استمعت لأحد هؤلاء ممن يعرّف نفسه بأنه من رواد العمل التربوي، حيث يقول للزوجة بأن تغير سلوكيات زوجها واهتمامه بمظهره دليل على وجود امرأة أخرى في حياته! أيعقل أن يتفوه رجل تربوي بمثل هذا؟ ما المصلحة من وراء هذا الحديث ؟ لماذا هذا السعي لإفساد الأسرة وبهذا الإلحاح؟

أتمنى أن يمنع أي شخص يتفوه بمثل ذلك، فما تمر به الأسرة العربية من تحديات ومخاطر لا يحتاج لمزيد من الحرائق ولا لمزيد من سكب الزيت على النيران!

Email