كتابنا في المناهج الوطنية!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا أدري عن كمية النصوص الإماراتية من القصة والمقال التي توجد ضمن مناهج اللغة العربية في المراحل الدراسية المختلفة التابعة لوزارة التربية والتعليم عندنا، لكنني على ثقة بأن الإدارة العليا للوزارة والقائمين على أمر المناهج حريصون على رعاية وبناء التوجهات الفكرية الوطنية لطلابنا بناءً سليماً، وأقصد بالتوجهات الفكرية، حكايات التاريخ، وقصص الأجداد، ورموز الوطن وأساطيره وعاداته وتقاليده..

إن كل ما يشكل الوجدان والثقافة الوطنية الأصيلة التي يفترض بالطالب أن يعرفها ويلم بجميع جوانبها ومنابعها ومن ثم يشعر بالانتماء لها والفخر بها، كأي طالب في دولة في العالم، لن يقدمها له إلا كتّاب وشعراء وأدباء وطنه لأنهم هم وجدان الأمة الأقرب له، وهم المعبرون الصادقون عن هويته وقضاياه.

يحكى أن الزعيم الفرنسي شارل ديغول، كان يحضر حفل افتتاح مبنى حكومي في باريس، وإذا بأحد المسؤولين يقف بين يديه معتذراً عن خطأ ارتكب دون قصد، لكنه وعد بتصحيحه بعد انتهاء الحفل، حين تساءل الرئيس عن الخطأ، أخبروه بأن المنظمين نسوا كتابة اسم الشاعر تحت بيت الشعر المدون على اللافتة التي تعلو رأس الزعيم، فإذا به يقول للمسؤول: أنا من طلبت أن لا يكتب اسم الشاعر، لأن الفرنسي الذي لا يعرف أن هذا الشعر لشاعر فرنسا الكبير فيكتور هوجو لا يستحق أن يكون فرنسياً (وهوجو معروف في فرنسا كشاعر أكثر منه روائي)!!

لنتأمل كيف ينظر للشعراء والأدباء، لنعرف لماذا علينا أن ندرس نصوص كتابنا وقصصهم وقصائد شعرائنا، لأنهم هم من يصيغون وجدان الأمة ويعبرون عن نبض المجتمع ويرسمون هويته ويمنحون الأجيال أمثلة حقيقية للانتماء والالتصاق بالوطن.

أتمنى أن يكون هناك نص نثري وقصة قصيرة وقصيدة في كل كتاب للغة العربية في مدارسنا من الصف الأول وحتى الجامعة، ولا أظن أننا نبخل على أدبنا بذلك، فهم أجدر بأن يحظوا بالأولوية والتفضيل والاحتفاء، ولا بأس بأن نطلع على ثقافات الأمم الأخرى وأولها ثقافات العرب بطبيعة الحال، ومن ثم نطلع على ثقافات العالم، انطلاقاً من إنسانية الثقافة وتوسيعاً لأفق المعرفة لدى أبنائنا.

Email