ملتقى تعبير الأدبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في نسخته الثانية، انطلقت أعمال ملتقى تعبير الأدبي تحت سقف مكتبة محمد بن راشد، لتلتقي «دبي للثقافة» مجدداً مع المكتبة الرائدة، في تعاون مثمر ولافت، بدأ العام الماضي عندما انطلقت جلسات ولقاءات تعبير الأدبي لأول مرة وفي مثل هذا التوقيت تماماً، وبذلك يرسل الملتقى للحضور وللمهتمين بأمر الثقافة والمعرفة، في دبي والإمارات رسالة واضحة بأنه وجد ليبقى، وليحفر لنفسه مجرى واضحاً في الخريطة الثقافية في الإمارات!

الأمر اللافت بالنسبة لي هو هذا التأكيد على الهوية الإماراتية والتواجد الإماراتي في كل جلسات اليوم الأول، الذي خصص لمناقشة الأدب وامتداداته وتأثيراته في بنية المجتمع وترابط نسيجه، وفي الهوية والتراث وفي المسرح المدرسي وفي الشعر وثقافة القراءة، حيث أكد المتحدثون على دور الأدب والأدباء، كما أكدوا على أن الكثير من القيم المجتمعية قد تأثر كثيراً بتيارات التحديث والتغيير في المجتمع، وبالذات انغماس أجيال اليوم في ثقافة الإعلام الحديث وشبكات التواصل والتوجه نحو ثقافات وافدة ولغات أجنبية، مما هز عرش اللغة العربية، وعلاقة أبنائنا بلغتهم ولهجتهم، التي هي هويتهم الحصينة!

إن تخصيص ملتقى يعبر فيه المثقفون الإماراتيون عن توجهاتهم وآرائهم، ويروون فيه قصتهم الخاصة ومعاناتهم وطموحاتهم إزاء كل ما يحيط بهم من تفاصيل أمر في منتهى الأهمية والضرورة وسط عدد كبير من المنتديات والملتقيات الأدبية والإعلامية و... وغيرها، تنحاز لحالة التعميم وطغيان قضايا العالم أكثر من الانحياز لقضايا الإمارات وإنسان الإمارات أياً كانت، بتعقيداتها وتشابكاتها وبساطتها وتفرعاتها، إلا أن اللقاء مهم والنقاش ضروري والتعبير عن كل ذلك لا بد منه بل وواحد من احتياجات الإنسان واللحظة التاريخية التي نعيشها.

هناك بعض السلبيات بلا شك، وهناك بعض الملاحظات، تسجل وتناقش ليتم تلافيها في النسخ المقبلة، لأنه ما من عمل كامل أو فوق النقد، لذلك ندعو الجميع أن تتسع صدورهم للملاحظات والنقد، لأن العقول المنفتحة على نوافذ التسامح والقبول هي العقول التي تصنع نجاح المبادرات، وهو ما يجعلها ويكفل لها القوة والنمو والاستدامة.

Email