متحف نجيب محفوظ

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت المرة الأولى التي أذهب فيها نهار الأمس، إلى متحف (نجيب محفوظ) في القاهرة القديمة، والذي يقع في شارع جانبي مزدحم، على الطرف المقابل لجامع الأزهر، ووكالة الغوري. يقع المتحف، الذي يحتل الطابق الثاني من مبنى قديم، كان ذات يوم واحداً من تكايا الدراويش الخاضعة لسلطة الأزهر قديماً، وهي تكية أبو الذهب، التي يرجع تاريخ بنائها لعام 1774، تقع هذه التكية بالقرب من البيت الذي ولد فيه نجيب محفوظ، بحي الجمالية، في قلب قاهرة المعز، التي استلهم منها محفوظ أغلب شخصياته، والأماكن التي دارت فيها أحداث رواياته.

الطريق إلى المتحف يعج بمشاهد من بشر ومعروضات وضجيج، وروائح لا تمت بصلة لمنطق المتاحف، ومنزلة نجيب محفوظ كأديب عالمي، الدرب الضيق الذي يقودك لباب المتحف، يموج بالباعة التقليديين، الذي يعرضون بضاعتهم من الخضار واللحوم والدواجن مكشوفة أمام المارة، الأمر الذي يثير العديد من الأسئلة، لماذا اختير هذا المدخل ليقود الزائر لعوالم مبدع كنجيب محفوظ؟ ألا يمكن أن يكون هناك طريق أسهل وأفضل وأجمل وقعاً في نفوس الزوار؟.

في داخل المتحف، سيقودك دليل، يفترض به أن يكون مسؤولاً عن تقديم الأجوبة والشروحات لكل ما يضمه المتحف، في الغرفة الأولى التي علق على مدخلها لوحة كتب عليها (أوسمة وشهادات)، عرضت سجادة قديمة، سألت عن حكايتها: فأجابني الدليل أنها هدية قدمت لنجيب محفوظ، كان من الطبيعي أن تسأل من قدمها له، لتكتسب هذه الأهمية الأثرية؟ ليجيبني الدليل: ليست لدي فكرة! وبذلك فلا فرق بينها وبين أي سجادة أخرى من وجهة نظري، طالما لا تفاصيل خاصة ولا تاريخ!

بقية المتحف عبارة عن: صور وأقوال ونظارة وقلم وأدوات حلاقة ومسبحة، وغرفة مكتب، وبعض الشهادات التقديرية والأوسمة، وفيلم توثيقي، يعرف معظمنا كل ما جاء فيه، وبعض أفيشات أفلامه التي تحولت للسينما.

كان بالإمكان أن يكون المتحف أفضل، وذا دور أكبر، كمركز أدبي ثقافي سينمائي، وكان من المفترض أن تكون كل أعمال محفوظ بجميع طبعاتها الأصلية موجودة، وأن يكون الفيلم المعد عنه، أفضل من ذلك المعروض.

Email