كسور لا ترمم

ت + ت - الحجم الطبيعي

بين عدد هائل من الحسابات والصفحات، التي يعج بها تطبيق الفيسبوك، هناك حسابات لا تحصى لأخبار النجوم، وحكايات أهل الفن، وكواليس الأفلام والمقابلات.. إلخ، وقد أورد أحد هذه الحسابات هذه الحكاية، التي جاءت على لسان الممثلة المصرية «أمينة خليل»، والتي تقول فيها: كنت فيما مضى مرتبطة بعلاقة عاطفية مع شخص ما، وفجأة قرر من طرفه، ومن تلقاء نفسه أن يبتعد، وينهي العلاقة بيننا، وبالفعل باشر في تنفيذ قراره بكل جدية ولا مبالاة. عن نفسي كنت أريد الاستمرار في علاقتي به، لكنه هو رفض بشكل قاطع، وتركني بالفعل!

بعدها بفترة، جمعني به موقف فسألته عن سبب إنهائه العلاقة، ذكر الظروف والإشكالات ووضعي كممثلة، فسألته: لماذا لم تحاول، لم تحارب، لم تفعل أي شيء لنبقى معاً ؟ فكان رده «أحسست أنك لا تستحقين ذلك».

تقول أمينة تعليقاً على رده «أكاد أجزم أنني سمعت قلبي وهو ينكسر وقتها».

أن تسمع صوت قلبك وهو ينكسر، وتجزم بأنك سمعته بالفعل فليس هناك ألم أعظم من ذلك، الذي باغتك لحظتها، لا يعني ذلك أن قذيفة مباغتة أصابت كيانك، وكسرت عمق هذا الكيان فقط، ولكن يعني أنك كنت مطمئناً جداً، ولا تتوقع ضربة بهذا القدر من القوة والقسوة والشراسة، إن الإنسان، كل إنسان، في مثل هذه اللحظات يكون في حالة تامة من الهشاشة والضعف، وهنا فإن كلمة واحدة يمكنها أن تحييه، وكلمة أخرى يمكنها أن تقتله، وتكسره، وتناثره كشظايا إناء زجاجي، لا يرى شظاياه، ولا يسمع انكساره سواه وحده!

لذلك، على الإنسان أن يعرف ماذا يقول ومتى يقول وكيف يقول، فليس كل ما يرف على طرف اللسان يطلق له العنان كطلقات رشاش تصيب جذر القلب، وتكسر الروح، وتترك الشخص يئن بمعنى الكلمة، لأن شخصاً لا يمتلك حساسية الشعور بالآخرين يعتقد أن من حقه أن يقول ما يريد!

أرجوك فكر قبل أن تطلق العنان للسانك، فهناك كسور لا تحتمل ولا ترمم!

Email