اللهم احفظ الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

المشاهد التي توالت، ومقاطع الفيديو لما يجري في بعض إماراتنا الحبيبة، والتي امتلأت بها مواقع التواصل والأخبار، ووصلت إلى آخر بقعة في العالم، أثارت في النفس الكثير من القلق والخوف على أهلنا وأبنائنا هناك، فقد كانت المشاهد غير مسبوقة بالنسبة لنا، وتحديداً نحن البعيدين عن الإمارات، ولكن، على الرغم من المسافات التي تفصلنا، كنا نتابع ما يحدث بقلوبنا وأعصابنا وليس بعيوننا فقط، لكن الله سلم.. والإمارات بلد يعرف كيف يستعد ويتجهز، ويدير أزماته بأكثر الطرق دقة وفاعلية.


لم تكن الإمارات يوماً خبراً مثيراً ولا مخيفاً ولا مدعاة للخوف والقلق، لا في نشرات الأخبار ولا في تعليقات مشاهير السوشيال ميديا، وفي اليومين الماضيين اللذين تلقيت فيهما سيلاً من الأخبار المقلقة حول تداعيات أوضاع الأحوال الجوية التي سادت، وتسببت في الكثير من الأضرار، فإن شعوراً غريباً لم أختبره يوماً قد سيطر عليَّ، وجعلني أفكر في العودة، رغم علمي أنني قد لا أتمكن من فعل شيء!
إن علم إدارة الأزمات أحد أكثر علوم الإدارة رسوخاً في البلدان المتطورة، وفي الإدارات والمؤسسات والشركات، التي تدير شؤونها بمنطق الجاهزية والاستعداد، أياً كان مستوى تطورها، وتوافر كافة اشتراطات الأمان لديها، لكن العاقل والحذر والفطن هو الذي يبقي نفسه على أهبة الاستعداد في كل لحظة، وهذا ما ظهر في طريقة الإدارة الإماراتية وهي تدير كارثة الأحوال الجوية السيئة، التي ضربت المناطق الشرقية من الدولة.


أظهرت الأزمة، كما أظهرت كل المواقف في تاريخ دولتنا أن قيادتنا لا تعطي الأوامر وتراقب من بعيد، ولكنها تتابع كل صغيرة وكبيرة في قلب الحدث، ما يملأ النفوس أماناً وطمأنينة، وأما قوات الأمن ووحدات الدفاع والجيش الإماراتي فهو حصن الإمارات وحصانتنا وأمننا، الذي لا يتأخر، ولم يتأخر يوماً، وفي أي ظرف، في المسارعة لنجدة أي محتاج أو طالب إغاثة فرداً كان أو وطناً.


حفظ الله الإمارات؛ قيادة وأرضاً وشعباً، وجنبها أي ضرر وأي خوف.. اللهم آمين.

Email