حالة الطقس!

ت + ت - الحجم الطبيعي

الطقس بكل تفاصيله، درجة الحرارة، الرطوبة، تساقط الأمطار، الرياح، البرد القارس، لقد كان هذا الطقس، وفي كل مكان سبباً في تحولات الحياة على وجه الأرض، ودافعاً جعل البشر يخترعون ويكتشفون الكثير من الآلات والأجهزة وأنظمة التبريد والتدفئة، وهندسة المباني ونقل المياه وتبريدها وتسخينها، كما كان واحداً من أهم الدوافع، التي تجعل الإنسان يضرب في فيافي الأرض ونواحيها، مسافراً ومهاجراً، ومستطلعاً وهارباً أيضاً، وباحثاً بطبيعة الحال، عن ألطف الأماكن مناخاً للحياة، وقضاء الأوقات والإجازات.

لا يحتمل الإنسان لهيب الحرارة، كما لا يحب البرد القارس، لكنه يجد نفسه مجبراً على العيش في هكذا أجواء، ووحده السفر والترحال يخفف عنه لهيب الأجواء الحارة في النطاقات الجغرافية الملتهبة كالبلدان الصحراوية والاستوائية، حيث يرتحل شمالاً إلى بلدان أوروبا، ليستمتع بنفحات باردة، تهب من صوب الجبال ذات القمم الثلجية، لكن الإنسان وبرغم حاجته الماسة للمناخ، ويقينه بأهميته وضرورة الحفاظ عليه، إلا أن ثنائيات الثورة الصناعية والتلوث الناجم من مصانعها، وخطط التقدم والتنمية والتلوث الناجم عنها، وتدمير المناخ جعل البشرية تقف حيرى أمام هذا اللغز، دون أن تتورط في طرح الخيارات الصعبة: فإما إيقاف عجلة الصناعة والتقدم المتسارع أو الحد منها، وإما التضحية بالمناخ ! لكن الإنسان وإن لم يرفع الصوت باختياره، فقد اختار الجشع واللهاث وراء المال والنفوذ والسيطرة، فدمر الطبيعة، وثقب غلاف الأوزون، وتسللت الأشعة من خارج الغلاف الجوي، وارتفعت حرارة جسد الكرة الأرضية كله.

لم يعد أحد بمنأى عن الحرارة اللاهبة صيفاً، ولم تعد أوروبا ملاذاً، ففي الأيام الماضية كانت بريطانيا تلتهب بمعنى الكلمة، ووصلت الحرارة إلى حافة الـ 40 في ألمانيا، وهجر السياح الفنادق في ريف النمسا، متجهين إلى أعالي الجبال.. بينما عجلة الصناعة والمصانع والنفايات و.. لا تزال تدور بتسارع أكبر كل يوم.

 

Email