مرحلة استعادة الدور !

ت + ت - الحجم الطبيعي

في المقالين السابقين تحدثت عن ضرورة البدء في إحداث تغيير في مسار علاقتنا بعاملات الخدمة المنزلية، فبعد سنوات طويلة من العلاقة المتوترة والمحفوفة بالأزمات والتوترات والخسائر بل والجرائم أيضاً، صار من الطبيعي أن نقف مع أنفسنا وقفة صراحة واعتراف، صحيح أن ما تكبدناه من هذه العمالة ليس بسيطاً ولا قليلاً، لكننا أسهمنا في ذلك بشكل أو بآخر، هذا الاعتراف هو أول الطريق، وأول الجملة التي علينا أن نعيد صياغتها لصالحنا كي يحفظ حقوقنا، وأموالنا، وخصوصيتنا التي تخترق كل لحظة على أيديهم دون علمنا، وأحياناً بعلمنا للأسف الشديد !

علينا أن نتوقف عن الشكوى، فقد قضينا سنوات نشكو من استهتارهم، وتجاوزاتهم، وهروبهم، وجرائمهم، وضياع أموالنا هباء منثوراً بسببهم، نتوقف عن الشكوى لنبدأ التغيير والتقنين، كخطوة حاسمة لتغيير هذا الوضع، الذي نبدو فيه وكأننا الطرف الأضعف في العقد، الطرف المظلوم الذي عليه دائماً أن يتحمل الخسائر، في حين أن الطرف الثاني (المكتب والعمالة يخرجون من كل قصة بلا أدنى خسائر).

إننا نواجه عالماً يتغير حولنا بسرعة كبيرة، خاصة بعد جائحة كورونا، وما تكبده العالم من ركود وانهيارات اقتصادية، فاقمت من وضعها الحرب الروسية- الأوكرانية، وعليه فذلك الرفاه الذي تمتعنا به طويلاً صار من الواضح أنه يتراجع قليلاً، وعليه فإن الاستمرار في الهدر المادي والتبذير والاعتماد على عمالة زائدة صار من الضروري مراجعته بحسم، حيث من الواضح أن الشكوى ليست طريقاً مثلى لتغيير أي شيء !

علينا أن ننفض شيئاً من الكسل والإهمال، والترفع على خدمة أنفسنا ومنازلنا، والاهتمام بأبنائنا وشؤوننا الخاصة، علينا أن نضع أيدينا في عمق أعبائنا المنزلية، حتى لا نعطيهم تلك الفكرة السيئة عنا بأننا شعوب كسولة، لا يمكنها خدمة نفسها، ولذلك يحق استغلالها والتجاوز عليها، كما أن منسوب الثقة الذي نمنحه للآخرين لا بد من مراجعته بعقلانية، علينا أن نستعيد مكانتنا في بيوتنا أولاً، لتنتظم هذه المعادلة المعكوسة مع عمالة المنازل.

 

Email