أي نظرة للمرأة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يظن أحد أن موقفنا من الجرائم البشعة، التي راحت ضحيتها فتاتان في عمر الورد في مصر والأردن، وفق ظروف ودوافع تكاد تكون متشابهة، يعني موقفاً نسوياً من الرجال يستعيد أو يتكئ على أفكار وفلسفات نسوية وغيرها.

فالأمر أكبر بكثير، وأخطر بمراحل من ذلك، فالخطر يمتد ليصل إلى المساس بأمان المجتمعات واستقرارها، وتوازن العلاقات بين أفراد المجتمع، كما قد يؤثر سلباً على السلم المجتمعي نتيجة تزايد هذا النوع من الجرائم.

إن ظاهرة التحرش بالنساء، والتعدي عليهن، ومن ثم ارتكاب جرائم لا مبررة بحقهن، هي ظاهرة أخلاقية في المقام الأول، وهي انعكاس لأزمة أخلاق، وأزمة هوية لدى الشباب، وأزمة فهم للعلاقات وللدور والهدف، إن الكثير من الشباب يعانون لبساً حاداً وتخبطاً في فهم الجنس الآخر، المرأة والفتاة، التي يتعامل معها خارج إطار عائلته، وبعيداً عن المرأة التي اعتادها في البيت (أخته وأمه وابنته..)!

إن هذه المرأة الغريبة، التي يفترض به أن يتعامل معها في إطار علاقات اجتماعية وقانونية ومؤسساتية، لها قواعدها وحدودها، ليست كائناً مستباحاً أو مباحاً له، كي يتعدى عليها لفظياً وسلوكياً، بأي حال من الأحوال، وتحت أي مبرر، هذا ما على الغالبية الساحقة من الشباب أن يفهموه جيداً، وهنا نشير بقوة إلى أزمة التربية والإعداد، وأزمة الأخلاق وأزمة الهوية!

إن الشاب الذي يبحث عن هويته كرجل خارج البيت، ليؤسس مفهومه الخاص للرجولة، لا يصح أن يجعل من المرأة زميلته في العمل أو الجامعة ميدان تجربته، الذي يطبق عليه مفاهيمه عن الرجولة، كما أن مؤسسات التربية لا تقوم بالدور الصحيح في إطار هذا الإعداد، ملقين كل العبء ومسؤولية الفشل والجرائم على النساء والفتيات، ثيابهن وحجابهن ومشيتهن، فما هي مسؤولية الرجل في هذه الظاهرة/‏‏ الخلل؟ وابتداء ما هي مسؤولية الأسرة في تربيته وإعداده وتأسيس نظرته للمرأة؟

Email