اخرج من الحفرة أولاً!

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الأوقات العصيبة التي تعصف بحياتنا، نحتاج كثيراً لأن نتوقف عن التفكير بمنطق أن ما نحن فيه ليس سوى كارثة وهاوية سحيقة، ثم يسيطر علينا هذا التفكير فنشعر بأننا نختنق فعلاً في تلك الحفرة وحيدين ومنسيين!.

علينا أن ننفض أنفسنا سريعاً من وطأة هذا الكابوس كي لا نختنق في تلك الحفرة وحدنا دون أن يشعر بنا أحد، علينا أن نبحث عمن يمد لنا يد المساعدة فلا عيب في ذلك، الخطأ أن نبقى في الهاوية، وأن نحول حياتنا إلى ما يشبه حادث سير، بينما الكل يتفرج علينا ويمصمص شفتيه، دون أن يفكر في إنقاذنا!

الحياة بعد الأزمة أو في أثنائها ليست سهلة أبداً، إنها التأرجح بين الحياة واللاحياة، وهذا الاضطراب لا يمنحنا جرأة الإجابة عن أي سؤال، لا يسيطر علينا سوى الخوف، وانعدام الثقة بالنفس وبالآخرين، والرغبة في الهروب، لكن هذه الحالة يجب ألا تبقى إلى الأبد، إذ لا بد أن نصحو يوماً على صباح نجد فيه أنفسنا أكثر تماسكاً وقدرة على النظر في المرآة والجلوس بهدوء، لنجيب عن تلك الأسئلة التي هربنا منها طويلاً!

الذين قرأوا كتابها الشهير، يتذكرون أن إليزابيث جيلبرت مؤلفة (طعام، صلاة، حب) وبعد أن تماثلت للشفاء من أزمة طلاقها، جاء ذلك اليوم الذي نهضت فيه باكراً كما وصفت في كتابها، لتزيح الستائر الثقيلة عن نوافذ غرفتها ونوافذ المنزل، وأنها عندما فتحت النوافذ فوجئت بالربيع والنور، فجلست لتكتب بعض رغباتها الصغيرة، التي ربما لو تحققت ستخرجها من هذا الإحباط واليأس الذي يلفها!

تقول إليزابيث في الكتاب: (.. سمحت لنفسي بالتعبير عن رغبات صغيرة خجولة مثل: إنني أود الانتساب إلى صف اليوغا، وأريد مغادرة أي حفلة لا تروقني باكراً لكي أعود إلى المنزل وأقرأ رواية، أريد شراء علبة أقلام جديدة، ثم أخيراً لدي رغبة تتكرر دائماً دون أن تجد طريقها للتحقق: أريد أن أتعلم الإيطالية...)!

نحتاج أحياناً لأن نفعل ما نحب من دون أن نعطي مبرراً لذلك، المبرر الوحيد أننا نرغب في فعل هذا الأمر، لأنه الشيء الوحيد الذي يجلب لنا السعادة، خاصة إذا كان هذا الأمر ليس قاتلاً ولا فاضحاً كتعلم اللغة الإيطالية مثلاً التي تندر عليها أصدقاؤها كثيراً حين أعلنت عنها!

Email