المدينة الوحيدة

عنوان الكتاب «المدينة الوحيدة»، أما عنوانه الفرعي فهو الأكثر إغراءً لكثيرين لشرائه والإقبال على قراءته «مغامرات في فن البقاء وحيداً»، فمن منا لم يعش تجربة الوحدة بشكل أو بآخر، ومن منا لم يبحث عن مخرج للنجاة، هنا تحاول الكاتبة أن تهدي قراءها عربة خارقة تعينهم على السير في دهاليز الوحدة بأمان، للهروب أو للتأقلم معها.

يروي الكتاب حكاية فتاة يهجرها حبيبها في خضم مدينة شاسعة، مغرية وفاتنة بقدر ما هي مخيفة كأنها هاوية، إنها نيويورك، مع ذلك فإنها تقاوم الوحدة بالتنقيب عن جماليات المدينة لتكتشف روائع فنية عالجت موضوع الوحدة، ومن هنا كانت البداية، بداية الدخول إلى عالم الفن لتعالج به نفسها من ألم الهجر والوحدة!

تكتشف أن الفن يستطيع أن يشفي صاحبه، لكن هنالك العديد من الأشياء التي لا يمكن للفن فعلها، فلا يمكن للفن إحياء الموتى، حل المشكلات بين الأصدقاء، أو حل مشكلة معضلة الاحتباس الحراري مثلاً، ورغم هذا، فإن للفن بعض الوظائف الخارقة للعادة، كقدرته الغريبة على التفاوض بين البشر، خصوصاً بين أولئك الذين لم يسبق لهم الالتقاء من قبل، والذين بإمكانهم أن يملأوا ويكملوا حياة بعضهم البعض.

للفن أيضاً قدرة على خلق الألفة، ولديه طريقة مميزة يشفي بها الجروح، وأفضل من هذا، فإن بإمكانه أن يوضح لنا أنه ليست كل الجروح بحاجة للشفاء، وليست كل الندوب قبيحة.

أوليڤيا لاينغ، المرأة التي انتقلت إلى مدينة نيويورك لأنها كانت واقعة في الحب، وفجأة دون سابق إنذار، وبعد أن تركت موطنها في لندن، غيّر حبيبها رأيه ولم يعد يريد أن يعيش معها في نيويورك. وفي غياب الحب، وجدت نفسها تتمسك بيأس بالمدينة ذاتها، مقررة البقاء في نيويورك وحيدة لتبدأ رحلة الشفاء الطويلة.

في هذه الرحلة تعرّفت أوليڤيا على أعمال أربعة من أهم فناني القرن العشرين، والذين تناولوا موضوع الوحدة بشكّل مكثف في أعمالهم، لم يكن هؤلاء الفنانين سكاناً دائمين للمدينة الوحيدة، ولكنهم كانوا يعرفون الكثير عن المسافات بين البشر، ومعنى شعورنا بالوحدة حتى ونحن بين الجموع.

الأكثر مشاركة