لماذا نقرأ الأدب الكلاسيكي؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

في علاقتنا مع تفاصيل (العيش)، العيش باعتباره الطريقة التي نمضي بها هذا الوقت الطويل في الحياة.

تثور في وجوهنا وبدون مقدمات بعض الأسئلة التي قد نفكر في البحث عن إجاباتها، وقد نتجاهلها لأننا نعتقد بأنها قد أشبعت حديثاً وبحثاً، لكننا نكتشف العكس بعد ذلك، خاصة حين تتحول الأسئلة إلى حديث ممتد في وسائل التواصل، أو من خلال كتاب يقع بين أيدينا بشكل مفاجئ، لكاتب نبجل أفكاره وفلسفته ونظرته للحياة! لحظتها لا نعود ننظر لتلك التساؤلات على أنها متأخرة، ولا بأنها تسلية وتكرار لا داعي له! قد يتساءل بعضكم ما هي تلك الأسئلة؟ لقد طرح علي بعضها كثيراً العامين الماضيين خلال أزمة الوباء التي عشناها، من المقابلات واللقاءات الصحفية والتلفزيونية والافتراضية، وأثناء جلسات القراءة التي شاركت فيها مثل: لماذا نقرأ؟ ما ضرورة قراءة الكتب والروايات الكلاسيكية التي مضى زمنها ولم تعد تقدم جديداً، قياساً لما نعيشه اليوم من تحولات وتحديات؟ ما أهمية قراءة الأدب والرواية والفلسفة؟

لماذا نقرأ الأدب الكلاسيكي؟ هذا سؤال تحدثت فيه كثيراً وبحماس ودفاع شرس أحياناً، أولاً لأنني ابنة الثقافة والأدب الكلاسيكي بجميع مشاربه وانتماءاته، وثانياً لأنه الخزانة التي لا تتوقف عن مفاجأتك بمحتواها وكنوزها ومنافعها، وهذا تحديداً ما أراد أن يقوله الإيطالي إيتالو كالفينو من خلال كتابه الذي ظهر مؤخراً تحت عنوان «لماذا نقرأ الأدب الكلاسيكي؟» ترجمة دلال نصر الله، حيث يعيد كالفينو تعريفه للأدب الكلاسيكي عارضاً علينا عدداً من أهم هذه الكلاسيكيات التي يفترض بنا أن نكون قد قرأناها وأعدنا قراءتها.

وهذه واحدة من ظواهر القراءة التي لا شك قد مر بها جميعنا: نتذكر أننا قرأنا «الحرب والسلام» في شبابنا، و«الجريمة والعقاب»، و«مائة عام من العزلة»، و«كائن لا تحتمل خفته»، وغيرها.. حدث ذلك منذ سنوات بعيدة، لكننا حين نجلس مجدداً في سن نضجنا وامتلائنا وتجربتنا هذا اليوم نتفاجأ بأننا نقرأ «مدن الملح» أو «الضحك والنسيان».

Email