المؤسسة الأسوأ إلكترونياً!

ت + ت - الحجم الطبيعي

من الممكن أن يشكل حصولك على المركز الأول حدثاً صادماً بالنسبة لك، أو مناسبة غير مستحبة، لكن المثل يقول إن النتائج رهنٌ بالمقدمات دائماً، فحصول مؤسسة أو شخص على المركز الأول في تقييم الأداء، مثلاً، أو في مستوى خدمة معينة، لا يأتي من فراغ أو بالمصادفة، وهذا ما حصل مع الجهات الخمس التي نالت المراكز الخمسة الأولى، في تصنيف الأسوأ في الخدمات الرقمية على مستوى الإمارات.

يعلم الجميع، وفي مقدمهم المسؤولون عن تنفيذ السياسات والأجندات الوطنية التي تتبناها الدولة، ويعلنها مجلس الوزراء دائماً، ويقف خلفها بدعم وقوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، أن تكنولوجيا المعلومات والخدمات الإلكترونية والرقمية، واقتصاد المعرفة، تحتل مكانة بارزة في توجهات الحكومة، وهذا ما أكدته الأجندة الوطنية، التي أعلنت عام 2014، تحت عنوان رؤية «الإمارات 2021».

في تلك الرؤية، التي يعد هذا عام 2021، سقفها الزمني، بند مهم، يتعلق بإعداد طلاب الإمارات، ليكونوا في مصاف أفضل الطلاب على مستوى العالم في الرياضيات والفيزياء وغيرها، فكيف يمكن للمؤسسة التعليمية الأولى، المسؤولة عن تحقيق هذا الهدف، أن تحتل المركز الأسوأ في مستوى الخدمات الإلكترونية؟ يبدو لي أن النتيجة غير مقبولة حكومياً واجتماعياً!

هناك شكاوى كثيرة على الخدمة الإلكترونية وغير الإلكترونية، وإذا فتح المجال، فلا شك سيتقدم كثيرون بملاحظات وتجارب غير جيدة مع موقع الوزارة، أو مع مكاتبها الحقيقية، وسيقول أولياء الأمور الكثير، كما سيفتح المعلمون أوراقهم، وكذلك الصحافة، كممثل عام للمجتمع، وليس أمام الوزارة سوى 3 أشهر، كفرصة أخيرة لتعديل وضعها الإلكتروني، وقد تنجح، ونرجو لها النجاح صادقين، لكن ماذا عن بقية المجالات المهمة الأخرى؟.

ماذا عن المناهج، مستوى المعلمين، مستوى الطلاب في الرياضيات واللغة العربية والفيزياء، ماذا عن التربية الوطنية، ماذا عن تدريس الموسيقى والفلسفة والمنطق؟

 

Email