أسئلة وتأملات!

ت + ت - الحجم الطبيعي

تضعك بعض القراءات أو الحوارات أو تبدلات الحال والظروف من حولك، في مواقف متباينة وشديدة الكثافة أحياناً، إلى درجة قد تجعلك تحزن، أو تستدعي ذكريات قديمة مرَّت بك، ثم تجد نفسك تتأمل المشهد مجدداً طارحاً الكثير من الأسئلة وراسماً العديد من علامات التعجب!

وكإنسان جمعتك الصدف بأشخاص وبشر كثيرين، وجلست في حلقات حوار كثيرة وأنصت إلى الكثير، تجد نفسك بعد هذا الطريق الذي مشيته ورغم السنوات والتجربة، لا تزال تمارس دهشتك السابقة وتطرح تلك الأسئلة التي فات أوانها، ربما لأنك قد لا تجد إجاباتها أبداً إذا كنت بعد كل هذه التجربة لم تعثر عليها بعد!

تجد نفسك مدفوعاً لمقارنات ليست سهلة ولاستحضار حكايات وقصص ومعارك وصراعات ملأت الساحات وتحدث عنها الكثيرون، فلا تجد حلاً لذاكرتك وهي تتدفق بها كما يتدفق النهار على مدينة نائمة، سوى أن تقلب الأفكار على ضوء النهار، علّ زوايا النظر الجديدة تمنحك حكمتها أخيراً، وتقمع رغبتك الطفولية في أن ترى الأشياء من «غربال» وردي!

لا تزال عبارة الأديبة المصرية إيمان مرسال ترتسم في مخيلتي منذ قرأتها في كتابها «في أثر عنايات الزيات»، والتي تحدثت فيها عن المعاناة التي يقع تحت وطأتها كثير من الموهوبين الحقيقيين الذين يصطدمون بمن سمَّتهم «كهان الأدب»، أولئك الأشخاص الذين لا يخلو منهم مجتمع، الموهوبون الذين يتمتعون بالسلطة، ويعتبرون أنفسهم قضاة الثقافة، الذين يريدون تشجيع المواهب الجديدة، لكنهم مشغولون بذواتهم الأهم!

هؤلاء الذين حين تقابلهم مجدداً بعد زمن طويل، فيرتطم كتفك بأحدهم في زحام التبدلات، كما تصطدم بكتف عابر سبيل لا يلتفت ليعتذر لك، فتنظر إليه وهو يبتعد كمدينة تجري إلى البعيد، تتساءل: كم أتلف هؤلاء الأشخاص من أحلام وآمال ومواهب؟ أي شيء استفادوا مما فعلوا؟ وهل خطر ببالهم أن يواجهوا أنفسهم يوماً بهذا السؤال؟

Email