هل ما زلنا محافظين؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

صباحاً، اعترضني هذا التساؤل: ما الذي يجعل الجماهير تتعلق بشخصيات السوشيال ميديا التي تُعرف بالمشاهير أو طائفة الفاشينيستا سواء من النساء أو الرجال؟ جلست أتصفح أحد أكثر التطبيقات التي تمثل بيئة غنية بوجود هؤلاء، واخترت بطريقة عشوائية عدداً من الحسابات على تطبيق «سناب شات»، فخرجت بعد ساعتين من المتابعة وتسجيل الملاحظات بما يلي:

أولاً: اهتمام عدد كبير من المشاهير بالأزياء وأدوات الزينة ومواد التجميل والترويج لها.

ثانياً: الطهي المنزلي والتردد على المطاعم والمقاهي الشهيرة والجديدة في المدينة، والدعاية لآخر ما يقدمونه ضمن لوائح الطعام، ما يفتح شهية الناس للخروج والتسكع وطبعاً تناول المزيد من الطعام.

ثالثاً: السفر والتجوال والسياحة في بلاد الله الواسعة، بحيث ينقل لنا المهتمون بالسفر بلاداً ومدناً وأمكنة لم تطأها أقدامنا يوماً، ولم ترتدها أشرعة أفكارنا قط. رابعاً: النصائح والإرشادات سواء على شكل جلسات في تطوير الذات أو توجيهات دينية أو توعية صحية أو جلسات قراءة في آخر إصدارات الكتب.. إلخ.

خامساً: هناك شباب وفتيات اختاروا طريقة مشاركة يومياتهم وتفاصيل حياتهم مع متابعيهم دون أي حرج، حتى تلك التفاصيل الخاصة جداً، كجلسات المساج مثلاً، أو الاستحمام في أحواض السباحة المنزلية، والذهاب إلى غرف النوم! وهؤلاء عادة ما يتميزون بالجرأة على تجاوز التابو الاجتماعي، كما أنهم على درجة من الجمال والوسامة، ويجمعون بين مشاركة اليوميات وتسجيل ملاحظاتهم على كل ما يمر بهم والدعاية للمحلات والمطاعم!

إذاً فإن الناس يتابعون، يومياً وساعاتٍ متواصلة، أشخاصاً بسطاء جداً، يروّجون للطعام والمطاعم والثياب وأدوات التجميل، ويتخذون وسائل التواصل للشهرة وجمع المال، وهم إضافة إلى ذلك يغيّرون سلوكاً وتفاصيل ثقافية راسخة عند الجماهير دون أن تشعر هذه الجماهير بذلك، لنشير مثلاً إلى ثقافة اطلاع الآخرين على الخصوصيات في مجتمعات كانت، وقتاً قصيراً، تُصنَّف بأنها محافظة!

Email