«فريج» عيال ناصر

حي أو «فريج» عيال ناصر هو الحي الذي شهد ولادتي وطفولتي، وحين أردت البحث عن معلومات حوله في محرك البحث «غوغل»، ساءني إذ لم أجد ما يذكر، ما يستلزم جهداً بحثياً وتوثيقياً جاداً من قبل المؤسسات المحلية المعنية بذلك، وإن كان الأديب الكبير الأستاذ محمد المر قد دلني مشكوراً على كتاب يمكن الاستفادة منه للمستشار الدكتور إبراهيم بوملحة.

حي «فريج» باللهجة العامية عيال ناصر، هو أحد أحياء ديرة القديمة، يقع في قلب منطقة ديرة في شرق دبي، يحد الحي من الغرب حي قديم كان يسمى «فريج» الضغاية، ومن الشرق حي المرر، ومن الجنوب منطقة نايف ومن الشمال البحر.

حي عيال ناصر واحد من أقدم الأحياء السكنية، وتعود تسميته لعيال ناصر السويدي الثلاثة سلطان وسعيد وخليفة، الذين يعود لهم الفضل في تشكيل النواة الأساسية للحي، وقد سكنت معهم عائلات مختلفة بعضها جاء من حي الراس، وبعضها قدم من مناطق بعيدة في سنوات ما قبل الأربعينيات، وربما كان للأزمة الاقتصادية العالمية في الثلاثينيات التي ضربت العالم دور في نشأة هذا الحي إثر نزوح العديد من السكان إلى دبي التي اعتبرت على الدوام ميناء مفتوحاً على العالم وأرضاً عامرة بالفرص.

بحسب ما تحفظه ذاكرتي وما بقي راسخاً فيها منذ أيام النشأة المبكرة، فلقد تفاوتت مهن الرجال في حي عيال ناصر بين البر والبحر، فكان منهم، ملاك سفن الغوص، والصيد، والتجارة، وصناعة السفن، فقد وجدت منذ سنوات مبكرة من عمر الحي ورش لصناعة السفن ارتبطت بأسماء صناع سفن مشهورين مثل (موسى الاستاد، وسيف بالقيزي، وعبيد بن سلوم).

في تلك الأيام المبكرة كنت أرى العديد من الأجانب يحضرون لزيارة ورشة خالي عبيد لإجراء مقابلات معه وتصوير مراحل بناء وإعداد السفينة قبل إنزالها في البحر في مهرجان حافل، كنا كأطفال نختبئ خلف أبواب البيوت عندما يطل أولئك الرجال الشقر، في الوقت الذي كان يقتلنا الفضول للاقتراب منهم.. وغدا نكمل.