المثقف الإماراتي.. والبوكر!

ت + ت - الحجم الطبيعي

اليوم مساءً تُعلِن جائزة البوكر العالمية للرواية العربية فائزها لهذه الدورة، التي ترشح لها ست روايات تمثل ستة بلدان عربية، هي: مصر، لبنان، العراق، سوريا، المغرب، الأردن، ليسدل بذلك الستار ( وإن مؤقتاً) على جدل طال وتشعب حول شخصية الروائي الفائز والرواية الفائزة، التي ستحتل قائمة المبيعات في المكتبات العربية وستترجم إلى لغات أجنبية وبالتأكيد سيعاد طباعتها لأكثر من مرة، وتحديداً إذا كان اختيار لجنة محكمي البوكر للرواية الفائزة متطابقاً أو متفقاً مع تفضيلات القرّاء العرب والنقاد وعشاق الرواية، الذين قرأ معظمهم الروايات المترشحة، وتكونت لديهم بفعل القراءة المكثفة والواعية قدرة وحدس قوي على الاختيار الصحيح، والذي قد لا يتفق مع حسابات لجنة التحكيم!

إذاً، فنحن على موعد هذا المساء مع حفل الإعلان عن الفائز، متوقعين ألا تتطابق حسابات الحقل مع حسابات البيدر، لذلك فكثير من النقاد والقراء المحترفين يطالبون بأن يكون لهم دور في الاختيار، أولاً اتكاء على مبدأ ديمقراطية القراءة وسقوط فكرة الوصاية على الذائقة، وثانياً لأن القراء العاديين هم من سيرفعون معدلات مبيعات الرواية ومن سيتسبب في أرباحها أو خسائرها لا سمح الله!

الأسئلة أمام هذا الطرح كثيرة : فكيف سيتم إشراك الجمهور؟ هل تبدو الفكرة عملية وقابلة للتنفيذ؟ وهل سيمثل هؤلاء المشاركون أنفسهم أم مؤسسات ثقافية؟ هل سيتم اختيارهم باعتبارهم نخباً ثقافية، أم سيُختارون لأنهم قراء عاديون مهتمون كثيراً بالرواية؟ أسئلة كثيرة تحتاج إلى اهتمام ونقاش بالفعل، خاصة بعد هذا التطور الكبير الذي حدث في حجم الاهتمام الجماهيري بالرواية العربية!

في الإمارات، نحن نتشرف بإشرافنا ودعمنا لهذه الجائزة العالمية. إن ذلك يعني تصدراً ثقافياً للمشهد الثقافي وبقوة، لكن ليتنا أيضاً نسهم في وصول مثقفينا الإماراتيين إلى لجان التحكيم، فهم ليسوا بأقل من زملائهم الكتاب والمثقفين العرب. إنهم موجودون وبقوة ومشهود لهم بالحيادية والذائقة وبالحرفية الثقافية.

 

Email