الخدمة الوطنية والتربية الأخلاقية

ت + ت - الحجم الطبيعي

برنامج التربية الأخلاقية الذي دعمه وتبنّاه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، جاء في وقته ليعزز نهج القيادة السياسية في تربية وإعداد جيل الشباب الذين ستعتمد عليهم الدولة والمجتمع في السنوات المقبلة من عمر المنطقة التي تمر بتغيرات متلاحقة وخطيرة، ولذلك ستحتاج إلى قيادات قوية معززة بمهارات وبقيم راسخة وصلبة بعيدة عن الميوعة والتطرف واللامبالاة والاتكال على النفط والمال وهبات الحكومة، أجيال وقيادات سيقع عليها إدارة دفة الأمر في مرحلة ليست سهلة أبداً!

إن برنامج التربية الأخلاقية الجناح الموازي للخدمة الوطنية العسكرية التي أقرتها الدولة وطبقتها، وقد جاءت في المرحلة نفسها مرحلة اختلاط الأوراق في المنطقة بعد استفحال أمر التيارات الإرهابية عسكرياً وفكرياً، وبعد التراجع اللافت في أسعار النفط والخسائر التي تكبدتها أسواق المال، إضافة إلى تراجع الوجود العسكري لبعض القوى العظمى.

اليوم نرى التهديد في كل مكان، و«داعش» تستبيح كل شيء، والقوى الكبرى عاجزة أو تظهر أنها عاجزة عن فعل شيء لغاية في نفسها بطبيعة الحال، والجميع يعلم ذلك!

لهذا كله كان قرار الاعتماد على شباب الوطن، وكان الإعلان صريحاً عن أن الرهان ليس على النفط والمال، ولكن على الثروة الحقيقية للإمارات، الشباب الإماراتيون من الجنسين على قدم المساواة في الحرب والسلم، في خطوط المواجهة العسكرية والتدريبات والمعسكرات، وفي ميادين العمل والإنتاج والابتكار وفرص التمكين، وتولي الوظائف والقيادة في كل مكان.

لدى القيادة استراتيجية محددة وواضحة، وعلى من يقع عليه الاختيار لأي منصب أن يعي أنه اختير ليخدم ويقدم ويبذل للإمارات وشعبها ما يستطيع، لا ليتصارع على الكراسي، ولا ليفضل الأجانب على أبناء بلده، ولا ليؤسس شللاً وتيارات متحاربة في أروقة المكاتب ولا.. ولا.. ألا ترون أن القيادة الرشيدة قد أتبعت قرار الخدمة العسكرية بقرار تدريس التربية الأخلاقية؟ أليست الإشارة واضحة للجميع!

Email