جانب من الصورة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال لي أحد الأصدقاء الذي يقطن العاصمة الجميلة، وأتواصل معه من ربع قرن تقريباً «إخفاء جزء من الصورة قد يغيّر مفهوم الصورة، ويقلب الموازين، هذا ما يفعله الإعلام في كثير من الأحيان»!

لقد فهمت على الفور ما يرمي إليه، فكنت قد أشرت تلميحاً في المقالة الماضية، عن قصة حكاية قديمة تدين سلوك اللاعبين، بعنوان منتخب السهرانين، وكانت الرمزية تكمن في أن اللاعبين هم أخطر ما في المنظومة، إذا صلحت، ربما يصلح المشهد كله، مع كل التفهم لآثار الخطأ الاستراتيجي في التعاقد مع الإيطالي زاكيروني، مع منتخب لا يجيد هذا النهج الخططي ولا يحبه، وأيضاً، مع كل الأسف، لفترة الإعداد التي لا تصلح لدورة رمضانية!!

هذا إلى جانب الشعور بالأسف لمنطق رئيس الاتحاد، الذي يهمه الهدف، وليس طريقة تسجيله!!، والضعف والتراخي الذي كان عليه الجهاز الإداري المحيط للمنتخب، وهو ما فهمناه من المشرف العام، الذي أبعدوه في وقت حساس، وتلك طامة أخرى، تؤكد عدم الاحترافية، وهي تشبه في معناها، تسريح اللاعبين 24 ساعة قبل مباراة نصف النهائي، وما أدراك ما نصف النهائي، وما أدراك أيضاً بمنافس يتربص بك!!

كلها أشياء محزنة مؤسفة، محبطة مريرة، من أجل ذلك ضج الناس واشتعلت المواقع، وإياك أن تستهين «بالسوشيال ميديا»، فنحن في زمنها، وتشكل الرأي العام، ويكفي أنها تكشف الصورة، وليس جزءاً منها، فلا تبدو خادعة!

والصورة الكاملة لها جانبان، أحدهما يتعلق بالسبب المباشر للإخفاق، والآخر يتعلق بالمنظومة الكاملة، غير أننا نخلط دائماً هذا بذاك، فتختلط الأوراق، ويصبح المشهد معقداً، وكأن تغييره أصبح من المستحيلات!

وأرى ببساطة، أن ما حدث في البطولة، يستوجب المساءلة والتحقيق قبل التسريح، فلا يجب أن يبقى أحد أخطأ من الإداريين أو أساء من اللاعبين، ولا يجب أن يكون أحد اللاعبين هو الضحية الوحيدة، ويذهب لأجل مسمى، بلا تحقيق، لمجرد أن التحقيق معه سيورط آخرين!

كلمات أخيرة

الحل يكمن في السير في المسارين معاً، الحالي أولاً، والذي يجب أن يكون ثانياً، أما الحالي، فعلى المجلس أن يستقيل من نفسه، ولا ينتظر إشارات رحمة بكرة الإمارات، ومراعاة لمشاعر الوطن والناس!

أما ما يجب أن يكون، فشرحه يطول، ومبدئياً يجب أن ندرس أحوالنا بصدق، فالمنظومة مختلة، لا سيما من «تحت»، في ما يخص ثقافة ووعي اللاعبين منذ الصغر، قبل تعليمهم وتدريبهم، وهذا في حاجة لأكاديميات حقيقية على أعلى مستوى!

لن أتحدث عن الاحتراف وأوجاعه وأنانية الأندية، لكن متى ندرك أن المنتخبات، لأنها جالبة الفرح للشعوب والمجد للأوطان، أصبحت مسؤولية دولة، انظر حولك!

Email