الرئيس ميقاتي والنأي بالنفس عن... التقنين

ت + ت - الحجم الطبيعي

سؤال اليوم:
هل عانى رئيس حكومتنا نجيب ميقاتي، يوماً، من انقطاع الكهرباء في منزله في فردان أو في منزله في طرابلس أو في مكاتبه في ستاركو أو في مكاتبه في فردان، كما حصل في مطار رفيق الحريري على سبيل المثال لمدة ثلاث ساعات متتالية؟
من المؤكَّد أن رئيس حكومتنا نجيب ميقاتي لا يعرف في منازله ومكاتبه معنى كلمة تقنين أو انقطاع التيار فمولِّداته شغَّالة، وعليه فكيف له أن يشعر مع الناس فيما هو لا يعرف ما يعانيه الناس؟!
نعرف جيداً أن هذا الكلام سيكون عنده على غرار دق المي مي أو فالج ما تعالج، فهو ليس فقط لا يتقبَّل النقد بل لا يتوقَّف عنده، فشعاره السياسي الظروف أتت بي والظروف تُخرجني من السراي، هكذا كل شيء عنده لعبة سياسية وظروف، أما أحوال الناس ومعاناتهم فالتعاطي معها لا يكون سوى من خلال سياسة النأي بالنفس عنها.
لا يطلب اللبنانيون من رئيس حكومتهم سوى أن يكون لديهم كهرباء في منازلهم كما لديه في منازله، أليست الكهرباء حق طبيعي لهم؟
ألا يدفعون الضريبة في مقابل خدمات ومنها الكهرباء؟
ليختبر رئيس حكومتنا، حكومة الشعار الملتبس كلنا للوطن كلنا للعمل، ولو لمرة واحدة، التقنين وانقطاع الكهرباء وليخرج الى الرأي العام ليُقدِّم شهادته عن المعاناة التي عاشها، فهل يجرؤ على هذه التجربة؟
الإقدام ليس من صفات رئيس حكومتنا نجيب ميقاتي، فالإقدام والنأي بالنفس لا يلتقيان، فمنذ عودته إلى السراي هل يستطيع أحدٌ أن يدلنا على خطوة قام بها وبدا فيها مقداماً؟
على طريقته يستمر رئيس حكومتنا في الجلوس في السراي الحكومية ليقينه أن الظروف تُحتِّم ذلك، لكن ما من ظرف في الدنيا إلا وله نهاية.
الناس مقهورون مقهورون مقهورون، هل سأل دولته مثلاً عن أحوال مستشفيات غير قادرة على تشغيل ماكينات تلطيف الهواء في غرف الطوارئ؟
هل سأل دولته مثلاً عن صفوف اللبنانيين الشباب على أبواب السفارات اللاهثين وراء تأشيرة إلى أوطان ستصبح أوطانهم الثانية ولاحقاً أوطانهم الأولى؟
هل سأل دولته عن صرخات الأهالي المسبقة من الأقساط المدرسية التي يبدو أنها ستأتي منتفخة مع قرب بدء السنة الدراسية؟
بالتأكيد لا يسأل ولا ينتظر الجواب!
فالنأي بالنفس لا يطيق مثل هذه الأفكار.
 

Email